٢ ـ جمال عائشة وحظوتها :
ونسجل هنا : أن أكثر ، إن لم يكن كل ما يقال عن جمال عائشة ، وعن حظوتها ، وحب النبي «صلى الله عليه وآله» لها ، إنما هو مروي عنها نفسها ، أو عن ابن أختها عروة ، ونحن نقطع بعدم صحة ذلك كله من الأساس.
أولا : لماذا لم يرو ذلك كله إلا من طريق عائشة ، أو عروة ابن أختها كما يظهر من تتبع الروايات؟!.
ثانيا : إن ابن عباس يواجهها بعد حرب الجمل بحقيقة : أنها لم تكن أحسن نساء النبي «صلى الله عليه وآله» وجها ، ولا بأكرمهن حسبا (١).
كما أن عمر إنما يصف زينب بالحسن ، دون عائشة ؛ فإنه لم يشر إليها في قليل ولا كثير ؛ كما سيأتي.
ثالثا : قال علي فكري : «وما رواه ابن بكار : من أن الضحاك بن أبي سفيان الكلابي كان رجلا دميما قبيحا ؛ فلما بايعه النبي «صلى الله عليه وآله» «قال : إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء (يريد عائشة ، وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب) ؛ أفلا أنزل لك عن إحداهما فتتزوجها؟ وعائشة جالسة تسمع ؛ فقالت : أهي أحسن أم أنت؟
فقال : بل أنا أحسن وأكرم.
فضحك رسول الله «صلى الله عليه وآله» من سؤالها إياه «لأنه كان دميما قبيح الوجه» (٢).
__________________
(١) الفتوح لابن أعثم ج ٢ ص ٣٣٧ ط الهند.
(٢) السمير المهذب ج ٢ ص ٨ ـ ٩.