«صلى الله عليه وآله» دعوته على القبائل ، قد أسهم في الدعاية لهذا الدين ، ونشر صيته في مختلف الأنحاء ، والأرجاء ، فقد كان من الطبيعي أن يتحدث الناس ، إذا رجعوا إلى بلادهم بما رأوه وسمعوه في سفرهم ذاك ولم يكن ثمة خبر أكثر إثارة لهم من خبر ظهور هذا الدين الجديد ، وفي مكة بالذات.
زواج النبي صلّى الله عليه وآله بسودة وعائشة :
ويقولون : إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد تزوج بسودة بنت زمعة ، وعقد على عائشة بنت أبي بكر وكان ذلك بعد عشر سنوات من البعثة.
ولا نجد لسودة دورا هاما في التاريخ ، ولا في حياة النبي «صلى الله عليه وآله» أو بعده وكل الاهتمامات مركزة على عائشة ، حتى لقد حكموا باستحباب العقد في شوال ، لأنه «صلى الله عليه وآله» قد تزوج عائشة في شوال!! (١) مع أنه «صلى الله عليه وآله» نفسه تزوج غيرها في أشهر أخرى!!.
وعلى كل حال ، فإننا لن نستطيع أن نلمّ في هذه العجالة بجميع ما قيل ، أو يقال حولها ؛ فإن ذلك متعسر ، بل متعذر ولذلك فنحن نكتفي بذكر أمرين لهما صلة بموضوع زواجه «صلى الله عليه وآله» بها ، ولربما تأتي إن شاء الله بحوث أخرى لجوانب أخرى مما يرتبط بها.
وهذان الأمران هما : سن عائشة وجمالها وحظوتها عند النبي «صلى الله عليه وآله» فنقول :
__________________
(١) نزهة المجالس ج ٢ ص ١٣٧.