فالإنسان أولا ، وكل ما عداه فإنما هو من أجله ، وفي خدمته.
ومن معطيات الهجرة أيضا :
وبعد هذا ، فإن قضية الهجرة تعطينا : وجوب نصر المسلمين بعضهم بعضا حيث رأينا أن المهاجرين قد استعانوا بإخوانهم الأنصار فأعانوهم ونصروهم على أعدائهم.
كما أنها تعطينا وجوب أن يكون المسلمون يدا واحدة على من سواهم ، من دون أن يكون للروابط القبلية أي تأثير في ذلك ، ووجوب أن يكون المنطلق لهم في تعاونهم وتوادهم ، وتراحمهم ، والتأسي في المعاش فيما بينهم ، هو الدين والعقيدة ، لا الروابط القبلية ، أو المصلحية ، أو غير ذلك.
ثم هي تعطينا حسن التدبير ، ودقة التخطيط الذي اتبعه «صلى الله عليه وآله» في تلك الظروف الحرجة والعصيبة ، فإن مبيت أمير المؤمنين «عليه السلام» هو الذي جعل قريشا تطمئن إلى وجوده «صلى الله عليه وآله» على فراشه ، حينما جاء من أخبر المحيطين بالبيت بأنه «صلى الله عليه وآله» قد خرج وانطلق لحاجته (١).
أبو طالب عليه السّلام في حديث الغار :
وقد جاء في بعض الروايات : أن أبا طالب «عليه السلام» قال للنبي «صلى الله عليه وآله» حينما ائتمروا به : هل تدري ما ائتمروا بك؟
قال : يريدون أن يسجنوني ، أو يقتلوني ، أو يخرجوني.
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٢ ص ١٠٠.