حديث المؤاخاة الآتي إن شاء الله تعالى فإلى هناك.
٥ ـ ثروة أبي بكر :
وأما عن ثروة أبي بكر ، وأنه قد أنفق أربعين ألف درهم ، أو دينار على النبي «صلى الله عليه وآله» وغير ذلك مما يذكرونه ، فنقول :
إننا بالإضافة إلى ما قدمناه من عدم صحة ما جرى بين أسماء وأبي قحافة حين الهجرة وغير ذلك من أمور أشرنا إليها آنفا نسجل هنا ما يلي :
أولا : إن حديث : إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، وأنه لم يكافئه على اليد التي له عليه ، والله هو الذي يكافئه عليها ، لا يصح ، وذلك بملاحظة ما يلي :
أ ـ بماذا كافأ النبي «صلى الله عليه وآله» أبا طالب وخديجة على تضحياتهما ، ونفقاتهما ، وما قدماه في سبيل الدين والإسلام ، وعلى مواساتهما بالنفس والمال والولد؟!
ألم يكن ما أنفقاه وقدماه للإسلام أعظم مما قدمه وأنفقه أي إنسان آخر في سبيل الإسلام؟ ..
ثم كانت خدمات علي «عليه السلام» الجلى لهذا الدين ، والتي لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد معاند.
ب ـ وحديث المنة على الرسول عجيب ، فإنه لم يكن في مكة بحاجة إلى أحد ؛ إذ قد كانت عنده أموال خديجة ، وحتى أموال أبي طالب (١) وكان ينفق
__________________
(١) قد تقدم في أول البحث : أن أبا طالب كان ينفق في الشعب على الهاشميين من أمواله.
وأما أموال خديجة ، فأمرها أشهر وأعرف. وقد تقدم كلام ابن أبي رافع حولها.