إلى شهور ـ في وقت يسير .. تماما كما تدخل في قضية حرق النبي إبراهيم «عليه السلام» في خارج دائرة الاختيار ، فقال للنار : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً) بعد أن فعل الناس كل ما راق لهم فجمعوا الحطب وجاؤوا بالمنجنيق ، وأضرموا النار و.. الخ ..
لماذا التدخل الإلهي؟!
والذي نلاحظه : أن الله تعالى قد تدخل لحفظ نبيه «صلى الله عليه وآله» بطريقة تحفظ للناس اختيارهم وإطلاق إرادتهم ، غير أن السؤال عن السبب في هذا التدخل الذي يأتي على درجة من الندرة في حياة الأنبياء ، فقد رأينا بني إسرائيل يقتلون الأنبياء ، ولا يتدخل الله لمنعهم من ذلك.
ونقول في الجواب : إن تكرر هذا التدخل من شأنه أن يعطي الانطباع بأن لا قيمة لجهد وجهاد أهل الإيمان لحفظ الدعوة ، والدفاع عن رمزها ..
وهذا ما يؤدي إلى الخمول والتخاذل وإهمال الواجب ، وطمع أهل الباطل بأهل الحق ، وإعطائهم الفرصة للعبث وإثارة المتاعب أمامهم ..
مع ملاحظة : أن هذا التدخل قد انحصر في حالة واحدة هي حين يكون الخطر يتهدد الرمز الأعظم الذي يكون إسقاطه إسقاطا للمشروع الإلهي كله .. مثل إبراهيم «عليه السلام» ونبينا الأعظم محمد «صلى الله عليه وآله» .. دون غيرهما من الأنبياء «عليهم السلام».
فكان لا بد من التدخل الإلهي ؛ لأن القضية لا تختص بقوم دون قوم ، بل الخسارة تكون للبشرية جمعاء ..
ولا يمكن التفريط في أمر كهذا لمنافاته اللطف الإلهي الذي يفرض إقامة الحجة على جميع البشر ، والرحمة لهم ، بحفظ باب الهداية مفتوحا