توفي سنة أربع وخمسين عن مئة وعشرين سنة.
ويرى أيضا : أن حجة أبي بكر يوم السقيفة على مخالفيه قد كانت كبر سنه ، فحاول محبوه تأييد هذه الدعوى بما ذكرنا من كونه أسن من النبي «صلى الله عليه وآله» والنبي أكبر منه ، وأن النبي «صلى الله عليه وآله» كان شابا ، بل غلاما ، لا يعرف!! وأبو بكر كان شيخا يعرف!! (١).
النفاق في مكة :
وقبل أن نبدأ الحديث عما بعد الهجرة نرى أن من المناسب الإشارة إلى أمر يرتبط بالحياة المكية ، والحكم على بعض الظواهر فيها ، مع ارتباط له وثيق أيضا بالحياة في المدينة بعد الهجرة ، وهو موضوع :
هل كان يوجد فيمن أسلم قبل الهجرة من المكيين منافقون يبطنون خلاف ما يظهرون أم لم يكن؟!
وهل كانت أجواء مكة صالحة لظهور أشخاص من هذا القبيل يعتنقون الإسلام ويبطنون الكفر ، أم لا؟!.
يقول العلامة الطباطبائي «رحمه الله» ما مفاده :
إنه ربما يقول البعض : لا ، لم يكن في مكة منافقون ، إذ لم يكن للنبي «صلى الله عليه وآله» ولا للمسلمين قوة ولا نفوذ ، يجعل الناس يهابونهم ، ويتقونهم ، أو يرجون منهم نفعا ماديا ، أو معنويا من نوع ما ، فلماذا إذا يتقربون لهم ويتزلفون؟ ولماذا يظهرون لهم الإسلام ، مع انطوائهم على خلافه؟.
__________________
(١) الغدير ج ٧ ص ٢٧١.