قال : من حدثك بهذا؟
قال : ربي.
قال : نعم الرب ربك الخ .. (١).
ونقول : إن هذه الرواية لا يمكن أن تصح ، لأن ائتمارهم به «صلى الله عليه وآله» قد كان بعد بيعة العقبة الثانية ، وقبل الهجرة بقليل ، أي في السنة الثالثة عشرة بعد البعثة ، وأبو طالب قد توفي في السنة العاشرة من البعثة ، أي بعد خروج المسلمين من الشعب.
إلا أن يقال : إن من الممكن أن يكونوا قد ائتمروا أن يفعلوا به ذلك أكثر من مرة ، فأخبر الله تعالى نبيه بذلك ، ثم عزموا على تنفيذ مؤامرتهم في وقت متأخر ، ولعل الرواية المذكورة آنفا تؤيد ذلك.
مع آية الغار :
قال تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(٢).
ربما يقال : إن هذه الآية تدل على فضل أبي بكر ، لأمور :
منها : أنه عبر عن أبي بكر بأنه ثاني اثنين ، بدعوى أنه أحد اثنين في الفضل ، ولا فضل أعظم من كون أبي بكر قرينا للنبي «صلى الله عليه وآله».
__________________
(١) الدر المنثور ج ٣ ص ٢٧٩ عن سنيد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ.
(٢) الآية ٤٠ من سورة التوبة.