قال الإسكافي : «وقد روى المفسرون كلهم : أن قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ..) نزلت في علي «عليه السلام» ليلة المبيت على الفراش» (١).
كذبة مفضوحة :
وبما ذكرناه من المصادر لنزول آية الشراء في علي «عليه السلام» ، وبما ذكره الإسكافي أيضا يظهر كذب ما ذكره فضل بن روزبهان ، من أن أكثر المفسرين يقولون : إن الآية قد نزلت في الزبير والمقداد ، حيث أرسلهما النبي «صلى الله عليه وآله» إلى مكة لينز لا خبيب بن عدي عن الخشبة التي صلب عليها ، وكان حول خشبته أربعون من المشركين ، فخاطرا بنفسيهما حتى أنزلاه ، فأنزل الله الآية (٢).
ويذكر المظفر : أن المفسرين لم يذكروا ذلك ، حتى السيوطي ، والرازي ، والكشاف ، مع أن الرازي قد جمع في تفسيره كل أقوالهم ، والسيوطي جمع
__________________
فياض ، والعبدلي ، والصفواني والثقفي بأسانيدهم عن ابن عباس ، وأبي رافع وهند بن أبي هالة. والغدير ج ٢ ص ٤٨ عن بعض من تقدم ، وعن : نزهة المجالس ج ٢ ص ٢٠٩ عن السلفي ، ونقله المحمودي في هوامش شواهد التنزيل عن بعض من تقدم وعن أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٥٢ وغاية المرام باب ٤٥ ص ٣٤٦.
وأشار إليه مغلطاي في سيرته ٣١ ، والمستطرف ، وكنوز الحقائق ص ٣١. وراجع دلائل الصدق ج ٢ ص ٨١ و ٨٢.
(١) راجع : شرح النهج ج ١٣ ص ٢٦٢.
(٢) سيأتي ذلك مع مصادره ومع ما فيه من وجوه ضعف في هذا الكتاب في فصل : جثة خبيب.