أولا : لم نفهم كيف يتصرف النبي «صلى الله عليه وآله» تصرفا لا يصدر عن العقلاء الذين يحترمون أنفسهم ، فيطلب التزويج من الناس ، ويقول لهم : أنكحوني!!. إلا أن يكون صبيا صغيرا ، لا حياء عنده ، ولا عقل لديه!!
والغريب في الأمر : أنه لم يبادر أحد لإجابة طلبه هذا ، بل عاملوه بالجفاء ، وأهملوا تنفيذ طلبه ، حتى جاء جبرائيل «عليه السلام» فتولى حل مشكلته.
ثانيا : هل صحيح : أن عائشة كانت من الحسن بهذه المثابة : حتى إن صورتها لم ير الراؤون أحسن منها؟!!
لعل في ما سيأتي مقنعا وكفاية لمن أراد الرشد ، والحق ، والهداية.
ثالثا : لقد تزوج النبي «صلى الله عليه وآله» عائشة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنوات ، ولم يتزوجها في المدينة ، وإجماع المؤرخين على ذلك ظاهر للعيان.
رابعا : لم نعرف البنات الثلاث اللواتي عرضهن أبو بكر على النبي «صلى الله عليه وآله» فأسماء كانت تحت الزبير ، وقدمت المدينة وهي حامل بولدها عبد الله وعائشة قد تزوجت النبي «صلى الله عليه وآله» في مكة وأم كلثوم قد ولدت بعد وفاة أبي بكر (١) ، ولم يولد له غيرهن.
وأخيرا ، فإن لقب (الصديق) قد جاء إلى أبي بكر بعد وفاة النبي «صلى الله عليه وآله» من محبي الخليفة الأول ، كما ربما نشير إليه حين الكلام على قضية الغار إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) راجع : نسب قريش لمصعب الزبيري ص ٢٧٥ ـ ٢٧٨ لتعرف من ولدهم أبو بكر.