وقال يومئذ رسول الله «صلى الله عليه وآله» : شغلنا المشركون عن الصلاة الوسطى ، صلاة العصر ، ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا.
«ولم يكن لديهم بعد ذلك قتال جميعا حتى انصرفوا ، إلا أنهم لا يدعون الطلائع بالليل طمعا بالغرة» (١).
ونحن نشك في صحة ذلك ، لما يلي :
أولا : صرح بعض المؤرخين : بأنه بعد قتل عمرو ورفاقه لم يحصل أي قتال ، فقال :
«ولم يكن لهم بعد ذلك قتال جميعا ، حتى انصرفوا ، إلا أنهم لا يدعون الطلائع بالليل ، يطمعون بالغارة» (٢).
ثانيا : إنه إذا كان القتال بهذا العنف ، فأين القتلى والجرحى ، لا سيما مع اجتماع ألوف من الناس؟ أم يعقل أن تكون جميع تلك السهام والحجارة ،
__________________
(١) راجع هذه النصوص باختصار تارة ، وبتطويل أخرى في المصادر التالية : سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٣٦ ـ ٥٣٩ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٣٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٧٢ ـ ٤٧٤ ونهاية الأرب ج ١٧ ص ١٧٤ و ١٧٥ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢١ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٨ والوفاء ص ٦٩٤ وصحيح البخاري ج ٣ ص ٢٢ وعيون الأثر ج ٢ ص ٦٣ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٨ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٠١ و ٤٠٢ وبهجة المحافل وشرحه ج ١ ص ٢٦٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٩ و ١١٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢١٠ ـ ٢١٢ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١١٤ وأنساب الأشراف ج ١ ص ٣٤٥.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٣٦ عن ابن سعد ووفاء الوفاء ج ١ ص ٣٠٤ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٨.