٦ ـ قال نص آخر ما ملخصه : حدثني معمر ، عن الزهري : أرسلت بنو قريظة إلى أبي سفيان : أن ائتوا فإنا سنغير على بيضة المسلمين من ورائهم ، فسمع ذلك نعيم بن مسعود ، وكان موادعا للنبي «صلى الله عليه وآله» فأقبل إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فأخبره ، فقال «صلى الله عليه وآله» : فلعلنا أمرناهم بذلك.
فقام نعيم بكلمة رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وكان نعيم رجلا لا يكتم الحديث ، فلما ولىّ من عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذاهبا إلى غطفان ، قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، ما هذا الذي قلت؟ إن كان هذا الأمر من الله تعالى فأمضه ، وإن كان هذا رأيا من قبل نفسك ، فإن شأن بني قريظة هو أهون من أن تقول شيئا يؤثر عنك.
فقال «صلى الله عليه وآله» : بل هو رأي رأيته ، الحرب خدعة. ثم أرسل «صلى الله عليه وآله» في أثر نعيم فدعاه ، فقال «صلى الله عليه وآله» له : أرأيت الذي سمعتني قلت آنفا؟ اسكت عنه ، فلا تذكره فإنما أغراه.
فانصرف من عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى عيينة ومن معه من غطفان ، فقال لهم : هل علمتم محمدا قال شيئا قط إلا كان حقا؟!
قالوا : لا. قال : فإنه قال لي فيما أرسلت به إليكم بنو قريظة : «فلعلنا نحن أمرناهم بذلك» ثم نهاني أذكره لكم.
فأخبر عيينة بن حصن أبا سفيان بذلك ، فقال : إنما نحن في مكر بني قريظة.
فقال أبو سفيان : نرسل إليهم الآن فنسألهم الرهن ، فإن دفعوا الرهن إلينا ، فقد صدقونا ، وإن أبوا ذلك فنحن منهم في مكر.
فأرسلوا إليهم يطلبون الرهن ليلة السبت ، فامتنعوا من إعطائه لأجل السبت.