الجهد ، فدعا حذيفة بن اليمان فبعثه إليهم ، لينظر ما فعل القوم ليلا.
قال حذيفة : فذهبت فرأيت من الرياح أمرا هائلا ، لا يقر لهم نارا ولا بناء.
فقام أبو سفيان بن حرب ، فقال : يا معشر قريش ، لينظر امرؤ جليسه.
قال : فبادرت وأخذت بيد الرجل الذي إلى جانبي ، فقلت : من أنت؟!
قال : أنا فلان بن فلان.
ثم قال أبو سفيان : إنكم يا قوم ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنو قريظة ، وبلغنا عنهم ما نكره ، ولقينا من الجهد والشدة ، وهذه الريح ما ترون ، فارتحلوا ، فإني مرتحل (١).
ثم قام إلى جمله ، وقام الناس معه.
في نص آخر : «قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ، ثم ضربه فوثب على ثلاث قوائم».
وسمعت غطفان بما فعلت قريش ، فانصرفوا إلى بلادهم.
وتفرق ذلك الجمع من غير قتال ، إلا ما كان من عدة يسيرة ، اتفقوا على الهجوم الخ ..
ثم ذكر قتل علي «عليه السلام» لعمرو ... ثم قال : وانتقض ذلك الجمع والتدبير كله (٢).
__________________
(١) وفي نص آخر أنه قال : «إن كنا نقاتل أهل الأرض فنحن بالقدرة عليه ، وإن كنا نقاتل أهل السماء كما يقول محمد ، فلا طاقة لنا بأهل السماء الخ ..» الخرائج والجرائح ص ١٥٧ والبحار ج ٢ ص ٢٤٨ عنه.
(٢) تجارب الأمم ج ٢ ص ١٥٢ و ١٥٣. وحديث حذيفة هذا موجود بإيجاز أو بتفصيل في المصادر التالية : إمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٣٩ والكامل في التاريخ ج ٢ ـ