أولا : أننا نجد حذيفة يذكر أنه رأى أبا سفيان في ضوء النار الموقدة ، وهو يستدفئ بها مع أصحابه ، وأراد أن يرميه بسهم ، لولا أنه ذكر وصية النبي «صلى الله عليه وآله» له ، وقد رآه رجلا ضخما أدهم ... فكان من الوضوح له أنه استطاع أن يميز لونه ، ويعرف أنه أدهم.
ولكنه يأتي ويجلس بين نفس تلك العصبة التي حول أبي سفيان. ولا يستطيع أن يراه أحد من تلك العصبة ، ولا أحس به ، رغم وجود النار والنور. ورغم إحساس أبي سفيان بأن رجلا غريبا دخل بينهم. وإذا كانت الظلمة شديدة إلى هذا الحد ، فكيف استطاع حذيفة أن يجد مكانه بينهم دون أن يصطدم ولو جزئيا بواحد منهم؟!.
وكيف استطاع حذيفة أن يرى العصبة وأبا سفيان ، ويرى تفرق الأحزاب عنه ، ثم لا يراه أحد ، ولا يحس به أي منهم على الإطلاق؟.
ثانيا : إذا كان أبو سفيان حين ورود حذيفة ينادي : الرحيل الرحيل ، وكذلك كان عامر بن علقمة بن علاثة ينادي الرحيل الرحيل ، لا مقام لكم ، فما معنى أن يقوم حذيفة بدوره في تخذيلهم ، وفق ما علمه الرسول إياه؟
ثالثا : هناك اختلاف في نصوص الرواية. ونذكر تناقضا صريحا واحدا هنا وهو واقع في الرواية التي ذكرناها أولا نفسها ، فهي تقول : إن الريح كانت في عسكر المشركين ، ما تجاوز عسكرهم شبرا. مع أنه قد جاء في بداية الرواية نفسها قوله : «ما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة ، ولا أشد ريحا منها ، في أصوات ريحها مثل الصواعق ، فجعل المنافقون يستأذنون الخ ..».
رابعا : تقول الرواية التي ذكرناها أولا : إن النبي «صلى الله عليه وآله»