ليقتلهم» (١).
وثمة هدف آخر له «صلى الله عليه وآله» وهو : أنه كان يريد أن يطمئن إلى ما يتمتع به أصحابه من قوة معنوية واعتماد على نصر الله وتوفيقه ؛ لأنه لم يكن يحب أن يسوق أصحابه إلى حرب أو مغامرة لا يجدون في أنفسهم شجاعة لخوضها ، أو لا يؤمنون بجدواها ، ولذلك عرض عليهم رأيه ، وأبلغهم أنه ليس تبليغا من الله تعالى (٢).
وبعد أن ذكر البعض : أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان «يعرف حق المعرفة : أن دوافع غطفان للغزو هي مادية قبل أي شيء آخر» (٣).
قال : «وقد حققت هذه المناورة السياسية أغراضها على الرغم من أنها لم تنته إلى اتفاق مكتوب كما علمنا ، ذلك أن كل المصادر التاريخية تجمع : أنه لم يكن لغطفان أي دور عسكري بعد هذه المقابلة التي أكدت لهم إصرار رجال الثورة الإسلامية على القتال في سبيل عقيدتهم. ولكنهم ظلوا مرابطين في معسكراتهم حتى أمرهم القائد أبو سفيان بالانسحاب وفك الحصار» (٤).
٢ ـ وأما بالنسبة للدلالات لهذا الحدث ، فهم يقولون :
ألف : إنها محصورة في مجرد مشروعية مبدأ الشورى في كل ما لا نص فيه (٥).
__________________
(١) تاريخ الإسلام السياسي ج ١ ص ١٢٠ هامش.
(٢) فقه السيرة للبوطي ٣٠٠ و ٣٠١.
(٣) الرسول العربي وفن الحرب ص ٢٤٦.
(٤) المصدر السابق ص ٢٤٨.
(٥) فقه السيرة للبوطي ص ٣٠٠ و ٣٠٢.