علي ، فنجا عمرو بنفسه (١).
كما أنه لم يظهر منه في غزوة ذات السلاسل ما يدل على هذه المعرفة ، ولا على الشجاعة التي تحتاجها الحروب ، بل ظهر منه خلافها. وسنرى أنه لا صحة لما يدّعونه له من إنجازات فيها. وليس له في عهد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أثر آخر يستحق الذكر في حروبه في صفوف المسلمين. كما أنه لم يظهر له ما يشير إلى شيء من ذلك ، حين كان يقاتل في صفوف المشركين ..
٣ ـ إذا كان علم عمرو بن العاص بالحرب هو السبب في تأمير النبي «صلىاللهعليهوآله» له على السرية ، فلما ذا لم يؤمر من هم أعرف منه بأمر الحرب ، وأظهر شجاعة ، وأكثر مراسا؟!
ولا نريد أن نذكر : المقداد ، وأبا دجانة وأمثالهما ، بل نريد أن نخص بالذكر من يحبونهم .. وينسبون لهم البطولات في المواقف المختلفة ، مثل الزبير ، وخالد ، ومحمد بن مسلمة وسواهم ، ممن يزعمون : أن لهم سوابق مشهورة ومشهودة ، وآثار محمودة في هذا السبيل ..
٤ ـ من أين علم أبو بكر : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد ولى عمروا هذه السرية لعلمه بالحرب .. فلعله ولاه تألفا له؟! بل لعله ولاه ليفضح أمره فيما يدّعيه لنفسه من بطولات ، أو من إخلاص يدّعي أنه قد بلغ فيه حدا يجعله على استعداد للتضحية بكل غال ونفيس في سبيل هذا الدين؟!
__________________
(١) الغدير ج ٢ ص ١٦١ والبحار ج ٣٢ ص ٥١٢ و ٥٨٥ وصفين للمنقري ص ٤٠٧ وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق المحمودي) ص ٣٣٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ٨ ص ٦٠ والأخبار الطوال للدينوري ص ١٧٧ والمناقب للخوارزمي ص ٢٣٦ وعن مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٣٦٠ والصراط المستقيم ج ٣ ص ٥٢.