قد جاء قبل أن يظهر له المخرج المناسب من هذه الورطة ، فلما أظهره أبو بكر له هدأ!!
ولو صحت قصة أبي عثمان النهدي (المحرفة) فإنها تكون شاهدا على هذا أيضا.
وقد جاء هذا المخرج على لسان أبي بكر تارة ، ثم جاء منسوبا إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» تارة أخرى ..
وملخصه : أن الأمارة في السرايا لا تخضع لعنوان الفضل والمقام والكرامة عند الله تعالى.
بل ليس ميزانها هو الشجاعة والإقدام أيضا ، وإنما ميزانها العلم والبصر بالحرب ، ويقظة العين.
ولا مانع من التنازل عن هذه الأمور ، مع الاحتفاظ بعناوين الأفضلية في سائر الجهات ، التي يريدون تسويقها ، لكي ترشّح أبا بكر وعمر لمقام الخلافة بعد رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
ولذلك هدأ عمر عند ما وجد لدى أبي بكر الرد الكافي ، والدواء الشافي. وهو قوله : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لم يول عمروا إلا لعلمه بالحرب ..
ثم نسب أبو معشر إلى بعض شيوخه أنه زعم : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قال : «إني لأؤمر الرجل على القوم ، وفيهم من هو خير منه ، لأنه أيقظ عينا ، وأبصر بالحرب».
ثم سعوا إلى تضعيف مقولة علم عمرو بالحرب ، بمقولة أخرى ، لا تعطيه أية مزية ، سوى أن له أخوالا يحتاج الرسول «صلىاللهعليهوآله» إلى