ولكنها تعود لتقول : إنه لما نزل المسلمون وادي القرى أرسل شرحبيل أخاه في خمسين رجلا ، فاقتتلوا ، ثم انكشف المشركون وقد قتل أخوه سدوس ..
ثم تذكر : أن شرحبيل هذا قد خاف ، فدخل حصنا فتحصن فيه.
ونقول :
إن هذه التصرفات لا تنسجم مع المنطق السليم ، والعقل القويم ، وذلك لما يلي :
١ ـ إن من يجمع مائة ألف مقاتل لا تكون طليعته خمسين رجلا بحسب العادة ، فإن المشركين الذين لا يجمعون ما يصل إلى عشر ما جمعه شرحبيل ، تكون طليعتهم مائتي فارس في الحديبية (١) ، لمواجهة أقل من ألف وخمس مائة مقاتل ..
٢ ـ ما معنى أن يخاف شرحبيل من ثلاثة آلاف رجل حتى إنه ليدخل حصنا ويتحصن فيه ، مع أن معه مائة ألف مقاتل؟! ..
__________________
(١) راجع : نور الثقلين ج ١ ص ٥٤٣ وكنز الدقائق ج ٢ ص ٦٠٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٣٥ وتفسير القمي ج ١ ص ١٥٠ وج ٢ ص ٣١٠ والبحار ج ٢٠ ص ٣٤٨ وج ٨٣ ص ١١٠ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٩١ والأم للشافعي ج ٧ ص ١٤٩ ومستدرك الوسائل ج ٦ ص ٥١٨ والنص والإجتهاد ص ١٦٥ والميزان (تفسير) ج ٥ ص ٦٤ وج ١٨ ص ٢٦٤ وعن فتح الباري ج ٥ ص ٢٤٣ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١١٤ وعن ابن سعد في الطبقات ج ٢ ص ٩٥ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٩١ وتفسير القمي ج ١ ص ١٥٠ وج ٢ ص ٣١٠.