بعثني بالحق لو كانوا على عدد الثرى وعليّ وحده لأعطى الله عليهم النصر حتى يأتينا بسبيهم أجمعين».
فجهزه النبي «صلىاللهعليهوآله» وهو يقول : «اذهب يا حبيبي ، حفظ الله من تحتك ، ومن فوقك ، وعن يمينك ، وعن شمالك ، الله خليفتي عليك».
فسار علي «عليهالسلام» بمن معه حتى نزلوا بواد خلف المدينة بثلاثة أميال يقال له : وادي ذي خشب ، قال : فوردوا الوادي ليلا ، فضلوا الطريق ، قال : فرفع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليهالسلام» رأسه إلى السماء وهو يقول : يا هادي كل ضال ، ويا مفرج كل مغموم ، لا تقو علينا ظالما ، ولا تظفر بنا عدونا ، واعهدنا إلى سبيل الرشاد.
قال : فإذا الخيل يقدح بحوافرها من الحجارة النار ، حتى عرفوا الطريق فسلكوه ، فأنزل الله على نبيه محمد : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ..) يعنى الخيل (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) قال : قدحت الخيل بحوافرها من الحجارة النار (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) قال : صبحهم علي مع طلوع الفجر.
وكان لا يسبقه أحد إلى الأذان ، فلما سمع المشركون الاذان قال بعضهم لبعض : ينبغي أن يكون راعي في رؤوس هذه الجبال يذكر الله.
فلما أن قال : أشهد أن محمدا رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
قال بعضهم لبعض : ينبغى أن يكون الراعي من أصحاب الساحر الكذاب.
وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليهالسلام» لا يقاتل حتى تطلع الشمس ، وتنزل ملائكة النهار.
قال : فلما أن دخل النهار ، التفت أمير المؤمنين «عليهالسلام» إلى