٢ ـ هل صحيح : أن الناس تمكنوا من المبيت في ساحة المعركة ، حتى بعد استشهاد ابن رواحة؟! أم أن الهزيمة قد حلت بهم ، وغادروا إلى جهة المدينة يتقدمهم خالد فور استشهاد ابن رواحة؟!
إن النصوص التي أوردناها تؤكد هذا الأمر الثاني!!
٣ ـ إذا كان المسلمون قد قتلوا المشركين كيف شاؤا ، أو قتلوهم مقتلة لم يقتلها قوم ، فلماذا اختص نقل ذلك بعطاف بن خالد ، وبابن عائذ؟!
ولماذا لم ينقله حتى ابن إسحاق ، وهو المعتمد في المغازي ، بل الناس عيال عليه فيها؟! بل لماذا جاءت الروايات الأخرى من الذين حضروا المعركة لتؤكد على حصول الهزيمة النكراء؟!
٤ ـ ولماذا لم يحتف أهل المدينة بهؤلاء الفاتحين حين عودتهم ، ولم يكرموهم ، ولم يقيموا لهم الإحتفالات ، ولم يتغن أحد من الشعراء بهذا النصر العظيم؟!
بل هم قد واجهوهم بما يسؤهم ، حتى اضطروهم بالاختباء في بيوتهم؟!
بل لماذا لم يعتذروا هم للناس ولم يقولوا لهم : إن القضية كانت على عكس ما يظنون ، فقد انتصروا على أعدائهم ، وقتلوهم قتلة لم يقتلها قوم ، وهزموهم أسوأ هزيمة؟!
ولماذا لم تشفع لهم الغنائم والسبايا التي جاؤا بها إلى المدينة؟ والتي لا بد أن تعد بعشرات الألوف ، ولماذا لم يخمد غضب الناس الغاضبين ولم ينظر إليها أحد من أهلهم ومحبيهم الذين طردوهم وأهانوهم؟!
ولماذا لم يدافع عنهم الرسول الكريم «عليهالسلام» إذا كانوا مظلومين فيما يجري لهم؟ ولماذا؟! ولماذا؟!