والأناشيد ، وبالأفراح والزغاريد ، وأن يرفعوهم على الراحات ، ويدوروا بهم في النوادي والساحات.
ولكان يجب على خالد وجيشه أن يعترضوا على استقبال أهل المدينة بالتعنيف والطرد ، وأن يشتكوهم إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ويجهروا بمظلوميتهم وبأنهم معتدى عليهم. فلماذا اختبأوا في بيوتهم ، حتى إن منهم من ترك الحضور للصلاة من شدة الخجل مما حدث وحصل؟!
بل إن المتوقع في مثل هذه الحالة هو أن يبادر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لمنع هذا التجني ، ولجم الظلم الذي حاق بهؤلاء الأبرياء المجاهدين!! ولو بأن يخطب الناس في المدينة ، ويؤنبهم على ظلمهم هذا ، إن لم يتمكن من أن يعاقبهم عليه.
على أن هذا الذي ذكرناه لا يعني أننا نريد أن ننفي أن يكون المسلمون قد أظهروا درجة من الجدية في قتال أعدائهم ، وأنهم قد سجلوا عليهم انتصارات قوية ..
ولكننا نقول : إن ذلك إن كان قد حصل ، فإنما حصل في الأيام أو في الساعات التي سبقت استشهاد القادة ، ولعل جذوته قد اتقدت بعد استشهادهم بصورة أكبر. ولكن خالدا ضيع ذلك ..
على أن من الواضح : أن صياغة الأحداث بهذه الطريقة التي نشاهدها في كتب التاريخ تعطي : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد ألقى بالمسلمين إلى تهلكة عظيمة ، وأن خالد بن الوليد هو الذي نجاهم منها.
وهذه جرأة على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وخروج عن حدود الاعتقاد الصحيح ، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.