قولان : أجودهما ذلك (١) اعتبارا بحال القذف.
(وقيل) والقائل الشيخ والمحقق والعلامة وجماعة : (و) يشترط زيادة على ما تقدم(عدم البينة (٢)
______________________________________________________
(١) من ثبوت اللعان له بالقذف.
(٢) اختلف الأصحاب في أن اللعان هل هو مشروط بعدم البينة من قبل الزوج على الزنا أم لا.
فذهب الشيخ في الخلاف والعلامة في المختلف والتحرير إلى عدم الاشتراط وقواه الشارح في المسالك ، بل يجوز له اللعان ولو كان عنده بينة ، لأصالة عدم الاشتراط ، ولأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا عن بين عويمر وزوجته ولم يسألهما البينة فلو كان عدمها شرطا لسأل ، كما في خبر النعماني مسندا عن علي عليهالسلام (أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما رجع من غزوة تبوك قام إليه عويمر بن الحارث فقال : إن امرأتي زنت بشريك بن السمحاط فأعرض عنه ، فأعاد إليه القول فأعرض عنه ، فأعاد عليه ثالثة فقام ودخل فنزل اللعان.
فخرج إليه وقال : ائتني بأهلك فقد أنزل الله فيكما قرآنا فمضى فأتاه بأهله وأتى معها قومها فوافوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يصلي العصر ، فلما فرغ أقبل عليهما وقال لهما : تقدما إلى المنبر فلا عنا ، فتقدم عويمر إلى المنبر فتلا عليهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم آية اللعان ، فشهد بالله (أَرْبَعُ شَهٰادٰاتٍ إِنَّهُ لَمِنَ الصّٰادِقِينَ وَالْخٰامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللّٰهِ عَلَيْهِ إِنْ كٰانَ مِنَ الْكٰاذِبِينَ) ، ثم شهدت بالله أربع شهادات (إِنَّهُ لَمِنَ الْكٰاذِبِينَ) فيما رماها به فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : العني نفسك الخامسة ، فشهدت وقالت في الخامسة : (أَنَّ غَضَبَ اللّٰهِ عَلَيْهٰا إِنْ كٰانَ مِنَ الصّٰادِقِينَ) فيما رماها به.
فقال لهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اذهبا فلن يحلّ لك ولن تحلّي له أبدا ، فقال عويمر : يا رسول الله فالذي أعطيتها ، فقال : إن كنت صادقا فهو لها بما استحللت من فرجها ، وإن كنت كاذبا فهو أبعد لك منه) (١).
وعن المشهور اشتراط اللعان بعدم البينة لاشتراط عدم الشهود في الآية (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوٰاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدٰاءُ إِلّٰا أَنْفُسُهُمْ فَشَهٰادَةُ أَحَدِهِمْ) (٢) ، ولخبر الغوالي (أن هلال بن أمية قذف زوجته بشريك بن السمحاء فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : البينة وإلا حد في ظهرك ، فقال : يا رسول الله ، يجد أحدنا مع امرأته رجلا يلتمس البينة ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١ ـ من كتاب اللعان حديث ٩.
(٢) سورة النور ، الآية : ٦.