(من يستمع اللعان) (١) ولو أربعة عدد شهود الزنا(وأن يعظه الحاكم قبل كلمة اللعنة (٢) ويخوّفه الله تعالى ويقول له : إن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا ، ويقرأ عليه (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَأَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) الآية (٣) ، وأنّ لعنه لنفسه يوجب اللعنة إن كان كاذبا ونحو ذلك(ويعظها قبل كلمة الغضب) بنحو ذلك (٤).
(وأن يغلّظ بالقول (٥)
______________________________________________________
(١) الثالث من السنن أن يحضر جماعة من أعيان البلد وصلحائه ، فإن ذلك أعظم للأمر ، وليعرف الناس ما يجري عليهما من التفريق المؤبد أو حكم القذف أو ثبوت الزنا ، ولما روي (من أنه حضر اللعان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وابن عمرو وابن سهل بن سعد) (١) ، وأقل ما تتأدى الوظيفة بأربعة نفر ، لأن الزنا يثبت بهذا العدد فيحضرون لإثباته وقال في الجواهر : (وإن كان لم أقف له على دليل إلا أن الأمر سهل في المندوبات والآداب والوظائف) انتهى.
(٢) ومن السنن أن يعظ الحاكم الرجل ويخوّفه بعد الشهادات وقبل ذكر اللعن ، وكذا المرأة قبل ذكر الغضب ، وتخويفهما بأن يذكر أن عذاب الآخرة أشدّ من عذاب الدنيا ، ففي صحيح عبد الرحمن بن الحجاج (أن عباد البصري سأل أبا عبد الله عليهالسلام وأنا عنده حاضر كيف يلاعن الرجل المرأة فقال : إن رجلا من المسلمين أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ إلى أن قال ـ وقال للزوج : أشهد أربع شهادات بالله أنك لمن الصادقين فيما رميتها به فشهد ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أمسك ووعظه ثم قال : اتق الله فإن لعنة الله شديدة ثم قال : أشهد الخامسة أن لعنة الله عليك إن كنت من الكاذبين فشهد فأمر به فنحّى ثم قال للمرأة : اشهدي أربع شهادات بالله إن زوجك لمن الكاذبين فيما رماك به فشهدت ثم قال لها : امسكي فوعظها ثم قال لها : اتّقي الله فإن غضب الله شديد ثم قال لها : اشهدي الخامسة أن غضب الله عليك إن كان زوجك من الصادقين فيما رماك به فشهدت) (٢).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٧٧.
(٤) بنحو ما وعظ الرجل.
(٥) تغليظ اللعان بالقول والمكان والزمان جائز بالمعنى الأخص ، وصرح بعضهم كما في المسالك باستحباب التغليظ ، واستظهر الشارح في المسالك استحباب التغليظ بالمكان
__________________
(١) سنن البيهقي ج ٧ ص ٣٩٤ و ٣٩٩.
(٢) الوسائل الباب ـ ١ ـ من كتاب اللعان حديث ١.