حاملي الخشبة : خذ طرفك (١) ، وككوكب الخرقاء (٢) ، وشهادة الله (٣) ، ودينه (٤).
وهذه الإضافة (٥) لو كانت مجازا لوجب الحمل عليه (٦) ، لوجود (٧) القرينة الصارفة عن الحقيقة (٨) ، والمعينة (٩) له ، لأن (١٠) الحكم بصحة اقرار العقلاء ، مع الاتيان باللام (١١) المفيدة للملك والاستحقاق قرينة على أن نسبة المال إلى المقر (١٢) بحسب الظاهر.
وفرّق المصنف (١٣) بين قوله : ملكي لفلان ، وداري ، فحكم بالبطلان في
______________________________________________________
بِفٰاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) (١).
(١) فإن هذا يقال للحامل الآخر وإن لم يكن له في الخشبة شيء ، ومع عدم كون الطرف له فإضافته إليه بملابسة حمل ذلك الطرف.
(٢) أشار به إلى قول الشاعر :
إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة |
|
سهيل أذاعت غزلها في القرائب |
فقد أضاف الكوكب إلى الخرقاء مع أن المراد به كوكب سهيل الذي يطلع في الجنوب عند الشتاء والسبب في الإضافة أن هناك امرأة كانت إذا رأته طلع علمت بدخول الشتاء ففكرت في تهيئة أسباب الشتاء ، من الكسوة وغيرها.
(٣) أي الشهادة التي أمر الله بها أو حكم بها في قوله تعالى : (وَلٰا تَكْتُمُوا الشَّهٰادَةَ) (٢).
(٤) أي دين الله وقد صحت الإضافة باعتبار أن الله هو الذي شرّعه.
(٥) يعني إنا نقول إن الإضافة حقيقية ولا تناقض لما سمعت سابقا ، ولو كانت مجازا فأيضا لا تناقض ، بل عدم التناقض في الثاني أوضح إذ الإضافة المجازية لا تدل على الملك.
(٦) على المجاز.
(٧) تعليل لوجوب الحمل على المجاز ، وقد حرر في محله أن المجاز متوقف على القرينة الصارفة عن المعنى الحقيقي وعلى القرينة المعينة له من بين المعاني المجازية.
(٨) أي المعنى الحقيقي.
(٩) عطف على الصارفة ، والمراد ولوجود القرينة المعيّنة لهذا المجاز من بين المعاني المجازية.
(١٠) تعليل لعدم التناقض بين الإضافة والإقرار ، ولو كانت الإضافة مجازية.
(١١) في قوله : بيتي لفلان.
(١٢) في الإضافة.
(١٣) في الدروس.
__________________
(١) سورة الطلاق ، الآية : ١.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٨٣.