وإضمارها على نوعين : واجب وجائز.
فتضمر وجوبا في خمسة مواضع :
الأوّل : بعد لام الجحود وهي المسبوقة بكون ناقص ماض منفي ، نحو قوله تعالى :
(وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) ، (١) و «لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ». (٢)
الثانى : بعد «أو» إذا صلح في موضعها «حتّى» أو «إلّا» ، نحو :
لأستسهلنّ الصّعب أو ادرك المنى |
|
فما انقادت الآمال إلّا لصابر |
ونحو :
وكنت إذا غمزت قتاة قوم |
|
كسرت كعوبها أو تسقيما (٣) |
الثالث : بعد «حتّى» إذا كان الفعل مستقبلا بالنسبة إلى زمن التكلّم ، نحو «أسير حتّى أدخل البلد» ، فإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصّة فيجوز الوجهان : النصب والرفع ، وبالوجهين قرئ قوله تعالى : «وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ». (٤)
وإن كان حالا بالنسبة إلى زمن التكلّم ، فالرفع واجب ، نحو : «سرت حتّى أدخل البلد» ، إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول ، وكذلك إذا كانت حاليّته محكيّة كما لو كان الدخول قد وقع وقصدت به حكاية تلك الحال ، نحو : «كنت سرت حتّى أدخلها». وجاز نصبه إذا لم تقدّر الحكاية.
الرابع : بعد فاء السببيّة المسبوقة بنفي محض أو طلب (٥) محض.
فالنفي نحو : «ما تأتينا فتحدّثنا». ومعنى كون النفي محضا أن يكون خالصا من
__________________
(١). العنكبوت (٢٩) : ٤٠.
(٢). النساء (٤) : ١٣٧.
(٣). القناة : الرمح ، الكعوب : جمع «كعب» وهو ما بين كلّ عقدتين من عقد الرمح.
(٤). البقرة (٢) : ٢١٤.
(٥). الطلب يشمل الأمر ، نحو : «زرني فاكرمك» ، والنهي ، نحو : «لا تضرب زيدا فيضربك» ، والدّعاء ، نحو : «ربّ انصرني فلا اخذل» ، والاستفهام ، نحو : «هل تكرم زيدا فيكرمك» ، والعرض ، نحو : «ألا تنزل عندنا فتصيب خيرا» ، والتحضيض ، نحو : «لو لا تأتينا فتحدّثنا» ، والتمنّى ، نحو : «ليت لي مالا فأتصدّق منه». وألحق الكوفيّون الرّجا بالتمنّي ، ومنه قوله تعالى : «لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ». (المؤمن (٤٠) : ٣٦ و ٣٧).