١ ـ الطائفة الاولىٰ أن يهب الله لنا ذنوبنا ولا يؤاخذنا بسيئاتنا ، ويتجاوز عما فعلناه من سوء واقترفناه من جريمة وارتكبناه من قبيح « أن تهب لي في هذه الليلة وفي هذه الساعة كل جرم اجرمته ، وكل قبيح اسررته ، وكل جهل عملته ، كتمته أو اعلنته ، اخفيته أو اظهرته ، وكل سيئة امرت بإثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني ، وجعلهتم شهوداً علی مع جوارحي ».
وفي الطائفة الثانية يستنزل الامام رحمة الله في كل شأن وفي كل رزق ، ويطلب من الله تعالىٰ أن يوفر حظّه من كل خير ينزله ، « وأن توفر حظّي من كل خير انزلته ، أو بر نشرته ، أو رزق بسطته ».
وهو دعاء شامل واسع لا يخرج منه شيء من رحمة الله.
والطائفة الثالثة وهي أطول فقرات هذا الدعاء وتأخذ أكثر اهتمام الامام من الدعاء (علاقته بالله).
فيطلب عليهالسلام من الله تعالىٰ أن يجعل اوقاته عامرة بذكره ، وموصولة بخدمته ، وأن يرزقه الجد في خشيته ، ويُدنيه منه ويقربه إليه ، ويرزقه جواره « أسألك أن تجعل اوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة ، وبخدمتك موصولة ... قوِّ على خدمتك جوارحي ، واشدد على العزيمة جوانحي ، وهب لي الجدّ في خشيتك والدوام في الاتصال بخدمتك ، حتىٰ أسرح اليك في المبادرين ، واشتاق الىٰ قربك في المشتاقين ، وادنو منك دنو المخلصين ، واخافك مخافة الموقنين ، واجتمع في جوارك مع المؤمنين ».
ولابدّ أن نوضح أن الطائفة الاولىٰ والطائفة الثالثة من فقرات الدعاء كلها تخص علاقة العبد بالله ، الّا أنّ الطائفة الأولىٰ سلبية ، يهتم فيها العبد بطلب مغفرة ذنوبه والتجاوز عنها ؛ والطائفة الثالثة ايجابية يهتم فيها بإقامة علاقته مع الله علیٰ أساس متين من الاخلاص والخوف والخشية والحب والشوق.