آخر إلىٰ الله.
وعلىٰ الإنسان أن يسلك ويتحرك إلىٰ الله تعالىٰ من مسالك وطرق مختلفة ، ولا يقتصر علىٰ سلوك الطريق الواحد ، فإنّ لكل سلوك نكهة وذوقاً وكمالاً وثمرة في حركة الإنسان إلىٰ الله لا توجد في السلوك الآخر.
ويطرح الاسلام علىٰ هذا الاساس مبدأ تعدّدية عناصر العلاقة بالله تعالىٰ.
وهذا بحث واسع وباب رحب من العلم لا نريد أن ندخله الآن.
وحب الله تعالىٰ من أفضل هذه العناصر ، وأقواها ، وأبلغها في شدّ الإنسان بالله تعالىٰ ، وتحكيم علاقته به عز شأنه.
ولا يوجد في ألوان العلاقة بالله لون أقوىٰ وأبلغ من « الحب » في توثيق علاقة العبد بالله.
وقد ورد ذكر هذه المقارنة بين عناصر العلاقة بالله تعالىٰ في مجموعة من النصوص الإسلامية ، ونذكر بعضها :
روي أنّ الله تعالىٰ أوحىٰ إلىٰ داود : « يا داود ذكري للذاكرين ، وجنّتي للمطيعين ، وحبّي للمشتاقين ، وأنا خاصة للمحبّين » (١).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام : « الحبّ أفضل من الخوف » (٢).
ورویٰ محمّد بن يعقوب الكليني عن الإمام أبي عبدالله جعفر الصادق عليهالسلام : « العبّاد ثلاثة : قوم عبدوا الله عزّوجلّ خوفاً ، فتلك عبادة العبيد ، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالىٰ طلب الثواب ، فتلك عبادة التّجار ، وقوم عبدوا الله عزّوجلّ حبّاً ،
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٨ : ٢٢٦.
(٢) بحار الانوار ٧٨ : ٢٢٦.