بغداد وما خلفت بها أحدا أتقى ولا أورع ولا أفقه ـ أظنه قال : ولا أعلم ـ من أحمد ابن حنبل.
أخبرنا البرمكيّ والأزجي. قالا : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أحمد بن سلمة النّيسابوريّ قال : سمعت إسحاق ـ يعني ابن راهويه ـ يقول : كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأصحابنا ، فكنا نتذاكر الحديث من طريق وطريقين وثلاثة ، فيقول يحيى بن معين من بينهم : وطريق كذا ، وطريق كذا (١) ، فأقول : أليس قد صح هذا بإجماع منا؟ فيقولون : نعم! فأقول : ما مراده؟ ما فقهه؟ فيبقون (٢) كلهم إلا أحمد بن حنبل فإنه يتكلم بكلام له قوي (٣).
أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا الفضل محمّد بن إبراهيم بن الفضل يقول : سمعت أحمد بن سلمة يقول : سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول : ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أعلم بفقهه ومعانيه ، من أبي عبد الله أحمد بن حنبل.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدّل ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ قال : سمعت محمّد بن يونس يقول : سمعت أبا عاصم ـ وذكر الفقه ـ فقال : ليس ثم ـ يعني ببغداد ـ إلّا ذلك الرجل ـ يعني أحمد بن حنبل ـ ما جاءنا من ثم أحد غيره يحسن الفقه ، فذكر له علي بن المديني ، فقال بيده ـ ونفضها.
أخبرني إبراهيم بن عمر الفقيه ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد بن رجاء قال : سمعت عبد الله بن أحمد ابن حنبل يقول : سمعت أبا زرعة الرّازيّ يقول : كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث!! فقيل له : وما يدريك؟ قال : ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
أخبرنا البرمكيّ ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : كتبت عن إبراهيم بن سعد في ألواح ، فقال لي : تكتب؟ وصليت خلفه غير مرة فكان يسلم واحدة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد
__________________
(١) «وطريق كذا» ساقطة من الأصل والمطبوعة.
(٢) في الأصل والمطبوعة : «فيقفون» تصحيف.
(٣) «فإنه يتكلم بكلام له قوي» ساقطة من الأصل والمطبوعة وأضفناها من تهذيب الكمال.