قال : سمعت نصر بن أبي نصر العطار يقول : سمعت علي بن عبد الله البغداديّ يقول : سمعت فارسا الجمّال يقول : لحق أبا الحسين النوري علّة والجنيد علّة ، فالجنيد أخبر عن وجده ، والنوري كتم ، فقيل له : لم لم تخبر كما أخبر صاحبك؟ فقال : ما كنا نبتلى ببلوى نوقع عليها الشكوى ، ثم أنشأ يقول :
إن كنت للسّقم أهلا |
|
فأنت للشّكر أهلا |
عذّب فلم يبق قلب |
|
يقول للسّقم مهلا |
فأعيد على الجنيد ذلك فقال : ما كنا شاكين ، ولكن أردنا أن نكشف غين القدرة فينا.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت علي بن عبد الله البغداديّ ـ بنيسابور ـ يقول : سمعت أبا عمر الأنماطي يقول : اعتل النوري فبعث إليه الجنيد بصرة فيها دراهم ، وعاده ، فرده النوري ، ثم اعتل الجنيد بعد ذلك ، فدخل عليه النوري عائدا فقعد عنه رأسه ، ووضع يده على جبهته ، فعوفي في ساعته ، فقال النوري للجنيد : إذا عدت إخوانك فارفقهم بمثل هذا البر.
أخبرني عبد الصّمد بن محمّد الخطيب ، حدّثنا الحسن بن الحسين الهمذاني قال : سمعت جعفر الخالدي يقول : سمعت الجنيد يقول : سمعت النوري يقول : كنت بالرقة فجاءني المريدون الذين كانوا بها وقالوا : نخرج ونصطاد السمك؟ فقالوا لي : يا أبا الحسين ، هات مع عبادتك واجتهادك وما أنت عليه من الاجتهاد سمكة يكون فيها ثلاثة أرطال لا تزيد ولا تنقص! فقلت لمولاي : إن لم يخرج لي الساعة سمكة فيها ما قد ذكر وإلّا أرمين بنفسي في الفرات ، فأخرجت سمكة فوزنتها فإذا فيها ثلاثة أرطال لا زيادة ولا نقصان ، قال الجنيد : فقلت له : يا أبا الحسين ، لو لم تخرج كنت ترمي بنفسك؟ قال : نعم!.
حدّثنا عبد العزيز بن علي قال : سمعت علي بن عبد الله بن جهضم يقول : حدّثني عمر النجار. قال : دخل أبو الحسين النوري إلى الماء يغتسل فجاء لص فأخذ ثيابه ، فخرج من الماء فلم يجد ثيابه ، فرجع إلى الماء فلم يكن إلّا قليل حتى جاء اللص معه ثيابه فوضعها مكانها ، وقد جفت يده اليمنى ، فخرج أبو الحسين من الماء ولبس ثيابه وقال : سيدي ، قد رد علي ثيابي رد عليه يده ، فرد الله عليه يده ومضى.