الخامس
كتاب تفسير الامام الحسن العسكري عليهالسلام
وقد كثر الكلام حول هذا التفسير ، واختلفت الأقوال ، ويمكن إرجاعها إلى ثلاثة :
الأوّل : ما ذهب إليه بعض من عدم اعتبار الكتاب ، وانّه لا يليق أن يصدر عن الامام عليهالسلام ، وبناء على هذا فجمع ما ورد فيه غير معتبر.
الثاني : ما ذهب إليه آخرون من أنّه يعدّ من الكنوز والأسرار عن الأئمّة الأطهار عليهمالسلام ، فيكون جميع ما فيه معتبرا.
الثالث : ما ذهب إليه قسم ثالث من التفصيل فإنّ الكتاب يشتمل على روايات معتبرة واخرى غير معتبرة ، كسائر كتب الروايات.
أمّا القول الأوّل : فهو مذهب كثير من العلماء ، والمتبحرين ، مثل ابن الغضائري رحمهالله (١) والمحقّق الداماد رحمهالله (٢) والسيّد الاستاذ قدسسره (٣) ، فقد ذكروا أنّ من يرجع إلى التفسير يرى أنّه لا يصدر عن عالم فضلا عن الامام عليهالسلام.
وأمّا القول الثاني : فهو مذهب المجلسيّين قدسسرهما ، وقد أكّد على ذلك المجلسي الثاني (٤) ، وقال : إنّ من له معرفة بالروايات يجزم بصدوره عن الامام عليهالسلام واستشهد على مدّعاه بأنّ والد الصدوق رواه عن الامام عليهالسلام ، كما أنّ
__________________
(١) مجمع الرجال ج ٦ الطبعة الثانية قم ص ٢٥ ، مؤسسة اسماعيليان.
(٢) مستدرك الوسائل ج ٣ ص ٦٦٢ الطبعة القديمة.
(٣) معجم رجال الحديث ج ١٣ الطبعة الخامسة ص ١٥٧.
(٤) البحار ج ١ ص ٢٨ ، ٥٢ الطبعة الاسلامية.