بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الغرّ الميامين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ، إلى قيام يوم الدين ، وبعد :
فليس من الترف الفكري ، البحث في أحوال الرّجال ، كما أنه ليس من السّهل ، الحكم على أشخاص يحول بيننا وبينهم طول الزّمان ، لولا الضرورة التي يقتضيها البحث العلمي ـ تحقيقا للبناء المتكامل لعملية استنباط الأحكام الشرعية ـ تحتّم علينا ذلك ، وتحرّي الواقع ـ مهما أمكن ـ يفرض علينا الخوض في هذا المضمار.
ذلك لأن إحدى الركائز الأساسيّة التي يستند إليها الفقيه في استنباط الحكم ، وبيان الوظيفة ، الكمّ الهائل من الرّوايات ، والأحاديث ، الصادرة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهمالسلام ، الواصلة إلينا عن طريق الرواة ، وحملة الأخبار ، وهي التي تمثل الجزء الأكبر من الدعامة الثانية في مدارك الأحكام بعد القرآن الكريم وهذه الروايات لم تبلغ حدا يتيقن من خلاله ، أنها صادرة عنهم عليهمالسلام بل إنّ أكثرها إنما وصل إلينا عن طريق آحاد الرواة ، المعبّر عنه في مصطلح علم الدراية بخبر الواحد ، وهو لا يفيد إلّا ظنا بالصدور ، والظن لا يغني عن الحق شيئا ، الّا أن يقوم الدليل القطعي على حجية هذا الظن.
وقد تقرّر في محلّه ـ من علم الأصول ـ قطعية الدليل على ذلك.
ومن هنا تبرز أهمية علم الرجال وضرورته ، وأنه من العلوم الّتي فرضها