الكتاب الأربعون : غرر الحكم ، للقاضي السيّد ناصح الدين أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بن المحفوظ بن عبد الواحد بن محمد ابن عبد الواحد التميمي الآمدي
ذكره صاحب الرياض وقال : عدّه جماعة من الفضلاء من جملة أجلّة علماء الامامية منهم ابن شهراشوب ، قال في أوّل كتابه المناقب ، عند تعداد كتب الخاصّة وبيان أسانيدها : وقد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم (١) ، ومثله العلّامة المجلسي ، فقد عدّه من علماء الامامية (٢) ، ويدلّ على ذلك ما أورده الآمدي نفسه في كتابه من الروايات التي لا يرويها عادة غير الإمامي ، مثل قوله عليهالسلام «بنا فتح الله وبنا يختم» ، ومثل «نحن دعاة الحقّ ، وأئمّة الخلق ، وألسنة الصدق ، من أطاعنا ملك ، ومن عصانا هلك» ، ومثل «أنا قسيم النار وخازن الجنان» ، ومثل «لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة ، إمّا ظاهر مشهور ، وإمّا باطن مغمور ، لئلّا تبطل حجج الله وبيّناته» ، ومثل «نحن باب الحطّة ، وهو باب السلام ، من دخله سلم ونجا ، ومن تخلّف عنه هلك» ، إلى غير ذلك من الروايات الدالّة على أنّه من الشيعة ، إلّا أنّه في أوّل الكتاب عند ذكر أمير المؤمنين عليهالسلام عقّبه بقوله : كرّم الله وجهه ، وهذا تعبير عامّي غير مألوف عند الشيعة.
وحاول بعضهم توجيه ذلك بأنّه من النسّاخ أو صدر عن المؤلّف تقيّة (٣).
وعلى أيّ تقدير فهو محلّ خلاف ، وإن كان يغلب على الظنّ أنّه إمامي. ولم يرد فيه من المدح سوى ما ذكره صاحب الرياض عن جماعة من الفضلاء
__________________
(١) مناقب آل ابي طالب ج ١ المقدمة ص ١٢ المطبعة العلمية ـ ، ورياض العلماء الجزء ٣ ص ٢٨٢ مطبعة الخيام قم.
(٢) البحار ج ١ ص ٣٤ المطبعة الاسلامية.
(٣) رياض العلماء ج ٣ ص ٢٨١ مطبعة الخيّام ـ قم ـ.