الثاني
كتاب سليم بن قيس
والمؤلّف وهو سليم بن قيس الهلالي من الأجّلاء والثقاة (١) ، وقد ذكر في ترجمته ، أنّه هرب من الحجّاج ، ولجأ إلى أبان بن أبي عيّاش ، وبقي عنده إلى آخر حياته ، وقد استدعى أبانا في آخر أيّامه ، وقال له : يا أبان ، قد جاورتك فلم أر منك إلّا ما احبّ ، وإنّ عندي كتبا سمعتها عن الثقاة ، وكتبتها بيدي ، فيها أحاديث لا أحب أن تظهر للناس ، لأن الناس ينكرونها ويعظمونها ، وهي حق ، أخذتها من أهل الحقّ ، والفقه ، والصدق ، والبر ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وسلمان الفارسي ، وأبي ذرّ الغفّاري ، والمقداد بن الاسود ، وليس منها حديث أسمعه من أحدهم إلّا سألت عنه الآخر حتى اجتمعوا عليه جميعا ... (٢).
وأمّا الكتاب فقد وقع الخلاف فيه ، فذهب بعضهم إلى انّ الكتاب يعدّ من أكبر الاصول ، وورد عن النعماني ـ وهو من علماء القرن الرابع ـ أنّ كتاب سليم أصل من أكبر كتب الاصول التي ترجع إليها الشيعة ويعوّل عليها (٣) ، وذهب ابن الغضائري إلى انّ الكتاب موضوع ، ولا مرية في ذلك ، وذكر امارات على دعواه ، منها :
أوّلا : انّ راوي الكتاب مختلف ، فقد قيل : إنّه أبان بن أبي عيّاش ، وقيل : هو إبراهيم بن عمر اليماني ، عن عمر بن اذينه ، فالطريق إليه مختلف.
ثانيا : انّ الكتاب يشتمل على أمور لا يمكن التصديق بها ، مثل : انّ محمد
__________________
(١) رجال الكشي ج ١ ـ مؤسسة آل البيت ص ٣٢١ ومعجم رجال الحديث ج ٩ الطبعة الخامسة ص ٢٣٠.
(٢) البحار ج ١ ص ٧٨ الطبعة الاسلامية.
(٣) غيبة النعماني ـ الطبعة الاولى المحققة ص ١٠١.