بن أبي بكر وعظ أباه عند موته ، والحال أنّ عمر محمد بن أبي بكر عند وفاة أبيه كان ثلاث سنوات ، ومثل : أنّ الأئمّة ثلاثة عشر إماما ، وغيرها. (١)
وذهب الشيخ المفيد إلى رأي وسط بين القولين حيث ذكر عند ردّه لرواية تمسّك بها الشيخ الصدوق مستندا إلى كتاب سليم : إنّ الرواية صحيحة المعنى إلّا أنّ الكتاب ليس بموثوق لأنّ فيه خلطا بين الصحيح وغيره ، وكأنّه قد دسّ في الكتاب ، واختلطت الروايات فيه ، فلا بدّ من تمييزها لمعرفة الصحيح من غيره. (٢)
ومن هذا كلّه يعلم انّ نسخ الكتاب مختلفة ، ولاختلافها اختلفوا فيه ، فمن قائل بأنّه موضوع كابن الغضائري ، ومن قائل بأنّه من أكبر الاصول كالنعماني ، ويشهد للأخير أنّ النجاشي والشيخ حينما ذكرا الكتاب (٣) لم يتعرّضا إلى أنّه موضوع ، وهذا إشعار بسلامته من الوضع ، فعلى قول ابن الغضائري يكون الكتاب غير صحيح ، وعلى قول غيره لا بأس به.
وأمّا الطريق إلى الكتاب ، فقد ذكر العقيقي (٤) انّ الراوي الوحيد للكتاب هو أبان بن أبي عيّاش ، إلّا أنّ المفهوم من كلام الشيخ ، والنجاشي انّ للكتاب طرقا متعدّدة ، فقد ذكرا أنّ عثمان بن عيسى ، وحمّاد بن عيسى ، وحمّاد بن عثمان رووا الكتاب عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان تارة ، وعن إبراهيم ، عن سليم تارة اخرى (٥) ، كما قد وقع في روايات الكتاب على ما ذكر في البصائر ، والاختصاص ، بسندهما عن علي بن جعفر الحضرمي ، عن سليم ، وفي بعض نسخ الكتاب عن معمر بن راشد ، عن أبان ، عن سليم ، وفي بعضها : أبان
__________________
(١) تنقيح المقال ج ٢ الطبع القديم ص ٥٢.
(٢) تصحيح الاعتقاد الطبعة الاولى المحققة ص ١٤٩.
(٣) رجال النجاشي ج ١ الطبعة الاولى المحققة ص ٦٨ والفهرست الطبعة الثانية في النجف الاشرف ص ١٠٧.
(٤) رجال العلامة ـ الطبعة الثانية في النجف الاشرف ص ٨٣.
(٥) رجال النجاشي ج ١ الطبعة الاولى المحققة ص ٦٩ والفهرست الطبعة الثانية ص ١٠٧.