وهكذا فيما إذا سمعه بواسطة من يملي عن الشيخ كما في حالة عدم بلوغ الصوت واضحا لكثرة الحضور ، كما نقل ذلك عن مجلس صاحب بن عباد رحمهالله : من انّ فيه ستة أشخاص يملون على الحاضرين ، إلّا أنّ هذا أعمّ من السماع المباشر إذ يجوز فيه الاسناد إلى الواسطة ، كما يجوز فيه الاسناد الى نفس الشيخ فيمكن للسامع ان يقول حدثني الشيخ ، فلا فرق في الاسناد إلى نفس الشيخ ، أو إلى الواسطة.
الطريق الثاني : القراءة
وهي قراءة التلميذ للرواية على شيخه ، ويطلق عليه العرض أيضا ، لعرض التلميذ الرواية على شيخه ، ويكون دور الشيخ تصحيح الرواية ، سواء كان من حفظه ، أو بالمطابقة على كتاب عنده ، أو عند غيره من الحاضرين ، وهذا الطريق وإن كان معتبرا ، إلّا انّه لا يرقى إلى مستوى السماع ، وإن ذهب بعضهم إلى تفضيله على السماع ، كما ذهب آخرون إلى تساويهما.
وبهذا الطريق يمكن للقارىء أن يقول : حدثني ، وأخبرني ، والأولى أن يضيف كلمة ـ قراءة ـ تمييزا له عن الطريق الأول ، بلا إشكال ، خلافا للسيد المرتضى علم الهدى قدسسره.
الطريق الثالث : الاجازة
وهي في الأصل (١) من أجاز بمعنى سقى الأرض أو الماشية ، وتأتي بمعنى الاذن والتسويغ ، فمعنى أجزت له روايته : أذنت له ، ومعنى أجزت له
__________________
(١) معجم مقاييس اللغة ج ١ ص ٤٩٤ ـ مكتب الاعلام الاسلامي ـ قم.