مسموعاتي : أذنت له في التحدث بها ، واختلف في أن الاجازة كالسماع أو دونه ، وقيل بأنها أفضل.
والصحيح انّها دون السماع والقراءة ، وذلك لأن الاجازة وإن كانت في اللغة بمعنى الإذن ، إلا أنها بحسب الاصطلاح تحمّل القراءة والسماع إجمالا ، بمعنى أن الشيخ المحدّث يتكفّل بتصحيح الرواية ، وخلوها عن التصحيف ، وضمان صدورها من دون التكفل بمضمونها.
وبعبارة أخرى ان الاجازة هي نفس الرواية عن طريق السماع أو القراءة بنحو اجمالي لا تفصيلي فتكون الاجازة أدون مرتبة من السماع والقراءة.
ثم إن الاجازة على أقسام كثيرة ، فقد يكون المجيز واحدا ، وقد يكون أكثر ، من العلماء ، أو من المحدثين ، كما أن المجاز له قد يكون واحدا ، وقد يكون أكثر ، حاضرا أو غائبا ، ابتداء من المجيز أو بطلب ، كما أن المجاز فيه قد يكون رواية معينة ، وقد يكون روايات ، كتابا واحدا أو كتبا ، إلى غير ذلك من الأقسام الكثيرة التي أنهاها بعضهم إلى خمسمائة قسم (١).
وقد وقع الخلاف بينهم في الرواية عن طريق الاجازة ، فذهب بعضهم الى عدم جواز قول المجاز له : حدثني ، واخبرني ، لأن ذلك مخصوص بالسماع والقراءة وذهب آخرون إلى جواز ذلك مقيدا بلفظ إجازة.
وذهب غيرهم الى الجواز مطلقا.
والصحيح هو القول الأخير ، وإن كان الأولى إضافة القيد دفعا للالتباس بالقراءة والسماع ، لما ذكرناه من أن الاجازة سماع وقراءة على نحو الاجمال ، لا التفصيل ، كما وقع الخلاف في اعتبار الاجازة ، فقال بعض باعتبارها ، وآخر
__________________
(١) مقباس الهداية في علم الدراية ج ٣ الطبعة الاولى المحققة ص ١١٥.