المبحث الثاني
مصادر كتاب مستدرك الوسائل
وهو الكتاب الذي استدرك به المحدث النوري قدسسره على الحر العاملي في كتابه الوسائل ، ويعد من الكتب الروائية التي لا غنى للفقه والفقاهة عنها ، يقول العلامة المتتبع الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمهالله : يجب على عامة المجتهدين الفحول أن يطلعوا عليها (أي المجاميع الحديثة التي حواها المستدرك) ، ويراجعوا إليها في استنباط الاحكام عن الأدلة ، كي يتم لهم الفحص عن المعارض ، ويحصل اليأس عن الظفر بالمخصص.
وقد أذعن بذلك جلّ علمائنا المعاصرين لمؤلفه ، ممن أدركنا بحثه وتشرفنا بملازمته ، فلقد سمعت شيخنا الآية الخراساني صاحب الكفاية ، يلقي ما ذكرنا على تلامذته الحاضرين تحت منبره البالغين الى خمسمائة ، أو أكثر ، بين مجتهد ، أو قريب من الاجتهاد ، مصرحا لهم بأن الحجة للمجتهد في عصرنا هذا لا تتمّ قبل الرجوع إلى المستدرك ، والاطلاع على ما فيه من الاحاديث.
ولقد شاهدت عمله على ذلك ، في عدة ليال وفقت لحضور مجلسه الخصوصي في داره الذي كان ينعقد بعد الدرس العمومي لبعض خواص تلاميذه ، للبحث في أجوبة الاستفتاءات بالرجوع إلى الكتب الحاضرة في ذلك