المبحث التاسع
الترحم والترضي
ذكر بعضهم انّ الترحّم والترضّي من المشايخ الأجلّاء على شخص كاشف عن حسنه ووثاقته.
وقد استشكل السيّد الاستاذ قدسسره على هذه الدعوى بامور :
١ ـ انّ الترحّم ـ وهو طلب الرحمة من الله تعالى ـ دعاء ، وهو أمر مرغوب فيه ومندوب إليه كالدعاء للوالدين بخصوصهما ولجميع المؤمنين ، وليس هذا مختصّا بشخص دون آخر ، فلا ملازمة بينه وبين الوثاقة أو الحسن.
٢ ـ انّ الامام الصادق عليهالسلام قد ترحّم على كلّ من زار الامام الحسين عليهالسلام ، ووردت روايات كثيرة بأسانيد متعدّدة في أنّه عليهالسلام طلب المغفرة لزوّار جدّه الحسين عليهالسلام.
٣ ـ أنّ الامام الصادق عليهالسلام ترحّم على بعض الأشخاص عرفوا بالفسق كالسيّد إسماعيل الحميري وغيره.
٤ ـ انّ النجاشي ترحّم على بعض معاصريه من المشايخ ، وهو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله البهلول ، بعد ما ذكر انّه رأى شيوخه يضعّفونه ، وانّه لأجل ذلك لم يرو عنه (١) ، وقد مرّ البحث في ذلك.
وعلى هذا فلا يمكن الأخذ بهذه الدعوى.
ولكن يمكن القول إنّ المسألة فيها بحث ، وخلاصته أنّ الدعاء وطلب
__________________
(١) معجم رجال الحديث ج ١ ص ٧٤ الطبعة الخامسة.