(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ، تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ، ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال ابن عبّاس : ذلك أبو بكر. قال : (فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى) عمر بن الخطّاب (عَلى سُوقِهِ) عثمان بن عفّان (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) [الفتح ٢٩] علي بن أبي طالب. كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ببغضهم علي بن أبي طالب.
شاعر كان في أيام الواثق والمتوكل ، وله في المتوكل وفي أحمد بن أبي دؤاد قصائد عدة ، وكان يسكن سر من رأى.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني علي بن هارون ، أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه قال : أخبرني مروان بن أبي الجنوب قال : لما استخلف المتوكل بعثت بقصيدة إلى ابن أبي دؤاد فيها مدح ، وفي آخرها بيتان ذكرت فيها أمر ابن الزّيّات ، وهما :
وقيل لي الزّيّات لاقى حمامه |
|
فقلت أتاني الله بالفتح والنّصر |
لقد حفر الزّيّات بالغدر حفرة |
|
فألقاه فيها ما نواه من الغدر |
فلما وصلت قصيدتي إلى ابن أبي دؤاد ذكرني للمتوكل وأنشده البيتين ، فأمره بإحضاري فقال : هو باليمامة نفاه الواثق لحبه كان لأمير المؤمنين ، وعليه دين ستة آلاف دينار. قال : يقضي عنه. فوجه إلى بالمال فقبضته ، وصرت إلى سر من رأى ، فامتدحت المتوكل بقصيدتي التي أولها :
رحل الشباب وليته لم يرحل |
|
والشيب حل وليته لم يحلل |
فلما بلغت قولي :
كانت خلافة جعفر كنبوة |
|
جاءت بلا طلب ولا بتنحل |
وهب الإله له الخلافة مثلما |
|
وهب النبوة للنبي المرسل |
قال : فأمر لي بخمسين ألف درهم.
__________________
٧١٣٢ ـ انظر : وفيات الأعيان ٢ / ٩٠ ، ٩١. والمرزباني ٣٩٩. والأعلام ٧ / ٢٠٩.