قال لي الجوهريّ : مات عمي في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، وكان أكبر من أبي. سمعت التنوخي يقول : مات أبو طاهر الجوهريّ المحسن بن محمّد في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وهو شيرازي نزل بغداد وكان أكبر من أخيه أبي الحسن وشهدا جميعا. قال : وكان عند أبي طاهر عن الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي.
ولد بالبصرة وسمع بها من واهب بن يحيى المازني ، وأبي العبّاس الأثرم ، ومحمّد ابن يحيى الصولي ، والحسن بن محمّد بن عثمان النسوي ، وأبي بكر بن داسه ، وأحمد بن عبيد الصّفّار وطبقتهم. ونزل بغداد وأقام بها وحدث إلى حين وفاته. وكان سماعه صحيحا ، وكان أديبا شاعرا أخباريا. أخبرنا عنه ابنه أبو القاسم علي.
أخبرنا التنوخي ، حدّثنا أبي ـ من لفظه وحفظه ، ومن أصله ـ حدّثنا واهب بن يحيى بن عبد الوهاب المازني البصريّ ـ بها من حفظه ـ قال التنوخي : وحدّثنا إدريس ابن علي المؤدّب ، حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي قالا : حدّثنا نصر بن علي الجهضمي ، أخبرنا محمّد بن بكر البرساني عن ابن جريج عن ابن المنكدر عن أبي أيّوب عن مسلم بن مخلد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والآخرة ، ومن فك عن مكروب فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته» (١).
قال لي التنوخي : قال لي أبي : لم يكن عند واهب بن يحيى غير هذا الحديث.
حدّثنا التنوخي قال : قال لي أبي : مولدي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة.
قال : وكان مولده في ليلة الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الأول ، وأول سماعه الحديث في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وأول ما تقلد القضاء من قبل أبي السّائب عتبة بن عبيد الله بالقصر وبابل وصور في سنة تسع وأربعين ، ثم ولاه المطيع لله القضاء بعسكر مكرم وإيذج ، ورامهرمز. وتقلد بعد ذلك أعمالا كثيرة في نواحي مختلفة ، وتوفي ببغداد في ليلة الاثنين لخمس بقين من المحرم سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
__________________
٧١٣٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٧٣.
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٦٨. وصحيح مسلم ، كتاب الذكر ٣٨. وسنن الترمذي ٢٩٤٥. وسنن ابن ماجة ٢٢٥ ، ٢٥٤٤. ومسند أحمد ٢ / ٩٢ ، ٢٥٢.