ألي ولاية أبدا ، وأنا أعيذ أمير المؤمنين بالله ونفسي أن يحملني على أن أخيس بعهد الله. قال له المهديّ : فو الله لقد أعطيت هذا من نفسك ، قبل أن أدعوك؟ قال : والله لقد أعطيت هذا من نفسي قبل أن تدعوني قال : فقد أعفيتك.
قال الزّبير : وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال : كان المنذر بن عبد الله قد شخص إلى بغداد وكان آخى إخوانا أهل فضل ودين وأدب يخرجون المخارج ويكونون بالعقيق الأيام يجتمعون ويتحدثون ، وبين ذلك خير كثير ، وصلاة وذكر ، وتنازع في العلم ، فقال المنذر بن عبد الله يتطرب إليهم :
من مبلغ عبد المجيد ودونه |
|
مسيرة شهر أو تزيد على الشهر |
وعمران والرهط الذين تركتهم |
|
بطيبة في الفرع المهذب من فهر |
وإلا فهم من معشر قد بلوتهم |
|
يزيدون طيّبا حين يبلون بالخبر |
بأني لما شطت الدار بيننا |
|
وأشفقت ألا نلتقي آخر الدهر |
ذكرتكم فاعتادني الشوق والأسى |
|
وضاق لما أضمرت من ذكركم صدري |
وأعجبني أن لم تفض عين واحد |
|
غداة الوداع من مقيم ومن سفر |
كأنا علمنا أننا سوف نلتقي |
|
ولست أخال تعلمون ولا أدري |
أآخر عهد بيننا ذاك أم لنا |
|
تلاق على ما نشتهي باقي العصر؟ |
فأقسم أنساكم ولو حال دونكم |
|
من الأرض غيطان المتوّهة الغبر |
ولا مجلسا في قصر إسحاق بينكم |
|
ينازعنا في محكم الرأي والشعر |
ولهو من اللهو الجميل تزينه |
|
خلائق أقوام عففن عن الغدر |
وإبرازهم ذات النفوس فما ترى |
|
لهم خلقا يوما يدني ولا يزري |
من أهل المدينة وقيل بل هو كوفي قدم بغداد وحدث بها عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وعن زيد بن أسلم ، ومحمّد بن المنكدر. روى عنه يحيى بن حسّان التنيسي ، وزيد بن الحباب الكوفيّ ، وسعيد بن سليمان الواسطيّ ، وبشر بن الوليد البغداديّ.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق ، حدّثنا علي بن الحسن بن سليمان القطيعيّ ، حدّثنا محمّد بن مسكين ،