قدم هو وأخوه الزّبير بن خبيب على أمير المؤمنين المهديّ وهو ببغداد فأجازهما ووصلهما ، وانصرف الزّبير بن خبيب إلى المدينة ، وأبى المغيرة أن ينصرف فأقام وتسببت له صحبة العبّاس بن محمّد بن علي ، ثم طلبه المهديّ من العبّاس فصار إليه وكانت له به خاصة.
أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكار قال : وأما المغيرة بن خبيب فكان لصيقا بأمير المؤمنين المهديّ ولاه عطاء أهل المدينة ، وكان يوليه القسوم ، وأعطاه ألف فريضة يضعها حيث يشاء ، ففرضه مشهور بالمدينة.
وقال الزّبير : حدثني يحيى بن محمّد قال : قسم أمير المؤمنين المهديّ قسما على يدي المغيرة بن خبيب سنة أربع وستين ومائة ، فأصاب مشيخة بني هاشم أكثرهم خمسة وستون دينارا ، وأقلهم خمسة وأربعون دينارا ، ومشيخة القرشيّين أكثرهم خمسة وأربعون دينارا وأقل القرشيّين سبعة وعشرون دينارا ، ومشيخة الأنصار أكثرهم سبعة وعشرون دينارا ، وأقل الأنصار سبعة عشر دينارا. والعرب أكثر من الموالي ـ ولا أدري كم أعطوا ـ ومشيخة الموالي خمسة عشر دينارا ، وأقل الموالي على الشبر السداسي ستة دنانير ، والخماسي خمسة دنانير ، والرباعي أقلهم أربعة دنانير ، فكان عدد الذين اكتتبوا ثمانين ألف إنسان.
قال : وقال المغيرة بن خبيب : ربما رأيت الإنسان الهيتي (١) قد قصر به نقيبه فكتبه في غير نظرائه ، فأعطيه من مالي حتى غرمت مالا. قال الزّبير : وأقطعه أمير المؤمنين المهديّ عيونا رغابا بأضم من ناحية المدينة ، منها عين يقال لها النيق ، وأولات الحب ، وأعطاه أموالا عظاما. ربما أعطاه في المرة الواحدة ثلاثين ألف دينار. ويعطيه المسك والعنبر الكثير ، والثياب الفاخرة من ثياب الخاصة. قال : وسمعت أصحابنا يزعمون أن المغيرة بن خبيب أعتق أم ولد صغيرة ثم تزوجها فأصدقها عنه أمير المؤمنين المهديّ مكوك لؤلؤ. وهي أم ابنه يحيى.
__________________
(١) ٧١٧٢ ـ الهيت : الغامض من الأرض ، والهيتي : يريد به عنا غير المعروف.