بالمدينة قال : فدارت عيناه في رأسه حتى صارتا كأنهما جمرتان ، ثم قال : يا ابن اللخناء أردت أن تسمع العامة أنك أطربتني ، وأني حكمتك فأقطعتك ، والله لو لا بادرة جهلك التي غلبت على صحيح عقلك لضربت الذي فيه عيناك ، ثم أطرق. قال إبراهيم ، فرأيت ملك الموت بيني وبينه ينتظر أمره ، ثم دعا حاجبه فقال : خذ بيد هذا الجاهل فادخله بيت المال فليأخذ منه ما شاء. فقال لي الحاجب : كم تأخذ؟ قلت : مائة بدرة ، قال : دعني أؤامره ، فقلت : خذ أنت ثلاثين وأعطني سبعين ، فرضي بذلك. قال : فانصرفت بسبعمائة ألف درهم ، وانصرف ملك الموت عن وجهي.
من أهل مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وهو أخو محمّد وإبراهيم ابني عبد الله. ظفر به أبو جعفر المنصور بعد قتل أخويه فعفا عنه ، وسكن بغداد. وقد روى عن أبيه شيئا يسيرا. حدث عنه عبد العزيز بن محمّد الدراوردي وغيره.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب ـ بأصبهان ـ حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سلم الحافظ ، حدثني أحمد بن إبراهيم بن قيس ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني ، حدّثنا عبد الله بن موسى بن عبد الله ، حدثني أبي عن أبيه عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده عن علي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج» (١).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال : وموسى بن عبد الله اختفى بالبصرة فأخذه المنصور وعفا عنه. وكان يقول شيئا من الشعر ، كتب من العراق إلى زوجته أم سلمة بنت محمّد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر أم ابنه عبد الله بن موسى يستدعيها إلى الخروج إليه ، فلم تفعل فكتب إليها :
لا تتركيني بالعراق فإنها |
|
بلاد بها أس الخيانة والغدر |
فإني زعيم أن أجيء بضرة |
|
مقابلة الأجداد طيبة النشر |
إذا انتسبت من آل شيبان في الذرى |
|
ومرة لم تحفل بفضل أبي بكر |
__________________
٦٩٨٦ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٨٨٩.
(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٤٧٨. وسنن ابن ماجة ٨٤٠ ، ٨٤١. وكشف الخفا ٢ / ٥٢٨.