سمع عبد الله بن عبد المبارك ، وعمرو بن جميع ، وأبا يوسف ، ومحمّد بن الحسن صاحبي أبي حنيفة. وكان فقيها بصيرا بالرأي ، يذهب مذهب أهل السنة في القرآن. وسكن بغداد وحدث بها فروى عنه عبد الله بن الحسن الهاشميّ ، وأحمد بن محمّد ابن عيسى البرتي ، وبشر بن موسى الأسديّ.
وقال ابن أبي حاتم : كتب عنه ، وسئل عنه فقال : كان صدوقا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ، حدّثنا عبد الله بن الحسن ـ هو الهاشميّ ـ حدّثنا أبو سليمان الجوزجاني ، حدّثنا عمرو بن جميع ، حدّثنا الأعمش عن بشر بن غالب الأسديّ قال : قدم على الحسين بن علي أناس من أنطاكية ، فسألهم عن حال بلادهم ، وعن سيرة أميرهم فيهم ، فذكروا خيرا إلا أنهم شكوا البرد فقال الحسين : حدثني أبي عن جدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أيما بلدة كثر أذانها بالصلاة انكسر بردها ـ أو قال قلّ بردها ـ».
أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي ، حدّثنا أبو سليمان الجوزجاني ـ ونعم عبد الله كان ـ.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ ، حدّثنا مكرم بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن عطية ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد قال : أحضر المأمون موسى بن سليمان ومعلى الرّازيّ ، فبدأ بأبي سليمان ،
لسنه وشهرته بالورع فعرض عليه القضاء ، فقال : يا أمير المؤمنين. احفظ حقوق الله في القضاء ولا تول على أمانتك مثلي ، فإني والله غير مأمون الغضب ، ولا أرضى نفسي لله أن أحكم في عباده. قال : صدقت وقد أعفيناك ، فدعا له بخير. وأقبل على معلّى فقال له مثل ذلك فقال : لا أصلح ، قال : ولم؟ قال : لأني رجل أداين ، فأبيت مطلوبا وطالبا ، قال : نأمر بقضاء دينك وتقاضي ديونك ، فمن أعطاك قبلناه ، ومن لم يعطك عوضناك مالك عليه. قال : ففي شكوك في الحكم ، وفي ذلك تلف أموال الناس ، قال يحضر مجلسك أهل الدين إخوانك ، فما شككت فيه سألتهم عنه ، وما صح عندك أمضيته. قال : أنا ارتاد رجلا أوصى إليه من أربعين سنة ما أجد من أوصى إليه ، فمن أين أجد من يعينني على قضاء حقوق الله الواجبة عليك حتى أائتمنه على ذلك؟ فأعفاه.
__________________
٦٩٩٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٤٦.