كان مجوسيا فأسلم ، وكان شاعرا جزل القول ، مقدما على أهل وقته. وكنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات ويقرأ عليه ديوان شعره ، فلم يقدر لي أن أسمع منه شيئا. ومات في ليلة الأحد لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
صاحب أبي سعيد الماليني صحبه في الغربة وسافر معه وتأدب به ، وسمع محمّد ابن إسحاق بن مندة الأصبهانيّ ومن بعده ، وقدم بغداد وحدث بها. فسمعت منه حديثا واحدا عن أبي عبد الرّحمن السلمي النّيسابوريّ وكان صدوقا.
أخبرنا مبادر الرقي ، أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ابن علي الترمذي ، حدّثنا سعيد بن حاتم البلخيّ ، حدّثنا سهل بن أسلم عن خلّاد بن محمّد عن أبي حمزة السّكّري عن يزيد النّحويّ عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : وقف رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما على أصحاب الصفة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم. فقال : «أبشروا يا أصحاب الصفة ، فمن بقي من أمتي على البعث الذي أنتم عليه اليوم راضيا بما فيه فإنه من رفقائي يوم القيامة» (١).
بلغنا أن مبادر بن عبيد الله مات بالرقة في شعبان من سنة أربعين وأربعمائة.
انقضى حرف الميم
__________________
٧٢٣٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٦٠.
(١) ٧٢٤٠ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ١٦٥٧٧.