قال محمّد بن أبي الفوارس : توفي مخلد بن جعفر ليلة السبت ودفن يوم السبت لليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة. كان له أصول كثيرة جياد بخطه ، وحدث بالتاريخ الكبير ، والمبتدأ عن ابن علويه من كتاب ليس له فيه سماع.
ذكر من اسمه المؤمّل
كوفي قدم بغداد ومدح أمير المؤمنين المهديّ ، وله في ذلك خبر طريف.
أخبرناه أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا عمر بن محمّد ابن سيف الكاتب ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن محمّد النّحويّ ، حدثني أبي قال : حدثني أبو الحسن علي بن محمّد بن العبّاس القرشيّ ، حدّثنا عبد الله بن الحسين بن سعد. قال أبي : وحدّثناه أبو محمّد بن أبي سعد الورّاق فدخل بعض الكلام والشعر في بعض ، والمعاني متقاربة ـ قال : خرج المؤمّل بن أميل المحاربي إلى المهديّ ـ وهو أمير على الري ـ ممتدحا له فأمر له بعشرين ألف درهم ورفع الخبر إلى المنصور ، قال : فلما اتصل به قربي من العراق أقعد لي قاعدا على جسر النهروان يستقرئ القوافل ، فلما مررت به قال لي : من أنت؟ قلت : المؤمّل بن أميل ، مادح الأمير المهديّ وشاعره ، قال : إياك طلبت. ثم أخذ بيدي فأدخلني على المنصور وهو بقصر الذهب فقال لي : أتيت غلاما غرّا فخدعته؟ قلت : بل أتيت غلاما كريما فخدعته فانخدع ، قال : فانشدني ما قلت فيه ، فأنشدته :
هو المهديّ إلا أن فيه |
|
مشابه صورة القمر المنير |
تشابه ذا وذا ، فهما إذا ما |
|
أنارا يشكلان على البصير |
فهذا في الظلام سراج نور |
|
وهذا بالنهار سراج نور |
ولكن فضّل الرّحمن هذا |
|
على ذا بالمنابر والسرير |
وبالملك العزيز ، فذا أمير |
|
وما ذا لا لأمير ولا الوزير |
ونقص الشهر يخمد ذا وهذا |
|
منير عند نقصان الشهور |
__________________
٧١٥٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٥٥. وإرشاد الأريب ٧ / ١٩٥. ونكت الهميان ٢٩٩.
وسمط اللآلئ ٥٢٤. وخزانة الأدب ٣ / ٥٢٣. والأغاني ١٩ / ١٤٧ ـ ١٥٠. والأعلام ٧ / ٣٣٤.