فقال أبو العبّاس : في شعره ذلك ولكنه شاعر. ثم قال : أنشدني له عبد الصّمد بن المعدل :
لا تغضبن على قوم تحبهم |
|
فليس ينجيك من أحبابك الغضب |
ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا |
|
إن القضاة إذا ما خوصموا غلبوا |
يا جائرين علينا في حكومتهم |
|
والجور أعظم ما يؤتى ويرتكب |
لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا |
|
جرتم ، ولكن إليكم منكم الهرب |
وقال المرزباني : أخبرني الصولي قال : يقال إن المؤمّل لما قال :
شف المؤمّل يوم الحيرة النظر |
|
ليت المؤمّل لم يخلق له بصر |
عمى ، فرأى في منامه إنسانا يقول له : هذا ما تمنيت في شعرك.
شاعر كان في أيام المهديّ ، يعرف بقتيل الهوى. وهو ابن عم مروان بن أبي حفصة.
أخبرني علي بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الكاتب ، أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم عن أبيه قال : حدثني محمّد بن إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة عن أبيه قال : كان المؤمّل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة شاعرا غزلا ظريفا ، وكان منقطعا إلى جعفر بن سليمان بالمدينة ، ثم قدم العراق فكان مع عبد الله بن مالك الخزاعيّ ، فذكره للمهديّ فحظى عنده ، وهو القائل :
قلن : من ذا؟ فقلت : هذا اليما |
|
ني قتيل الهوى أبو الخطّاب |
قلن : بالله أنت ذاك يقينا |
|
لا تقل قول مازح لعّاب |
إن يكن أنت هو فأنت منانا |
|
خاليا كنت أو مع الأصحاب |
قال : فسمى قتيل الهوى. قال وهو القائل :
أنا ميت من جوى الح |
|
ب ، فيا طيب مماتي |
آن موتي يا ثقاتي |
|
فاحضروا اليوم وفاتي |
ثم قولوا عند قبري |
|
يا قتيل الغانيات |
__________________
٧١٥٧ ـ انظر : مصارع العشاق ٢٤٣. والأغاني ١٦ / ١٦٠ ، ١٦١ ، ١٨ / ١٨٤. والأعلام ٧ / ٣٣٤.