ذكر من اسمه وهب
حدث عن عبيد الله بن عمر العمري ، وهشام بن عروة ، وجعفر بن محمّد بن علي ، وابن جريج. روى عنه رجاء بن سهل الصنعاني ، والقاسم بن سعيد بن المسيّب ابن شريك ، وغيرهما وكان قد انتقل عن المدينة إلى بغداد فسكنها ، وولاه هارون الرّشيد القضاء بعسكر المهديّ ، ثم عزله ، فولاه مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، بعد بكار بن عبد الله ، وجعل إليه صلاتها ، وقضاءها ، وحربها. وكان جوادا سخيّا ، ثم عزل عن المدينة ، فقدم بغداد وأقام بها حتى مات.
أخبرنا الصيمري ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ، أخبرنا مصعب بن عبد الله قال : أبو البختريّ اسمه وهب بن وهب ، وهو قاضي الرّشيد ، وأم أبي البختريّ عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطّلب بن عبد مناف ، وأمها بنت عقيل بن أبي طالب.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا أبو محمّد سهل بن أحمد بن عبد الله ابن سهل الديباجي ، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر ، حدّثنا الزّبير ـ يعني ابن بكّار ـ حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن ، أخبرنا محمّد بن نافع قال : دخل شاعر على أبي البختريّ وهب بن وهب ، فأنشده :
إذا افتر وهب خلته برق عارض |
|
تبعق في الأرضين أسعده السكب |
وما ضر وهبا ذم من خالف الملا |
|
كما لا يضر البدر ينبحه الكلب |
لكل أناس من أبيهم ذخيرة |
|
وذخر بني فهر عقيد الندي وهب |
قال : فاستهل أبو البختريّ ضاحكا وسر سرورا شديدا ، ثم دعا عونا له ، فأسر إليه شيئا ، فأتاه بصرة فيها خمسمائة دينار ، فدفعها إليه. وقال عثمان بن نهيك : كان أبو البختريّ إذا أعطى عطاء قليلا أو كثيرا أتبعه عذرا إلى صاحبه ، وكان يتهلل عند طلب الحاجة إليه ، حتى لو رآه من لا يعرفه لقال : هذا الذي قضيت حاجته.
__________________
٧٣٢٣ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ٩٤٣٤. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٨٩.