ذكر من اسمه محمود
أكثر القول في الزهد والأدب. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأبو العبّاس ابن مسروق ، وغيرهما. ويقال : إنه كان نخاسا يبيع الرقيق ، ومات في خلافة المعتصم.
أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي قال : قال أبو بكر بن أبي الدّنيا ، أنشدني محمود بن الحسن الورّاق قوله :
رجعت على السفيه بفضل حلمي |
|
فكان الحلم عنه له لجاما |
وظن بي السفاه فلم يجدني |
|
أسافهه وقلت له سلاما |
فقام يجر رجليه ذليلا |
|
وقد كسب المذلة والملاما |
وفضل الحلم أبلغ في سفيه |
|
وأحرى أن تنال به انتقاما |
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو الحسن علي بن موسى الرّزّاز ، حدّثنا قاسم الأنباريّ ، حدثني أبو بكر الطّالقانيّ عن أبيه قال : كنت جالسا عند محمود الورّاق والناس يعزونه عن جاريته نشو ، وكان قد أعطى بها آلافا من الدنانير ، وإذا بعض المعزين يكرر ذكر فضلها عنده ليحزنه ، ففطن له فأنشأ يقول :
ومنتصح يكرر ذكر نشو |
|
ليحدث لي بذكراها اكتئابا |
أقول ـ وعد ما كانت تساوي |
|
سيخلفه الذي خلق الحسابا |
عطيته إذا أعطى سرورا |
|
وإن أخذ الذي أعطى أثابا |
فأي النعمتين أعم فضلا |
|
وأكرم في عواقبها إيابا |
أنعمته التي أهدت سرورا |
|
أم الأخرى التي أهدت ثوابا |
بل الأخرى وإن نزلت بكره |
|
أحق بصبر من صبر احتسابا |
__________________
٧٠٧٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٦٩. وفوات الوفيات ٢ / ٢٨٥. وحماسة ابن الشجري ١٤١.
والأعلام ٧ / ١٦٧.