قال : «هل لك إبل؟» قال : نعم! قال : «فخذ بعيرا من إبلك ثم خذ سقاء ، فانظر أهل أبيات لا يشربون الماء إلا غبا فاسقهم ، فلعل بعيرك لا يهلك ولا يتخرق سقاؤك ، حتى تجب لك الجنة» (١).
حدّثنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث التّميميّ قال : أنشدنا ناجية بن محمّد النديم لنفسه ـ وكتب بها إلى صديق له ـ وكان أهدى إليه مدادا على يد غلام له أسود ، اسمه أبزون :
أمددتني بمداد |
|
كلون أبزون بادي |
كمسكنيك جميعا |
|
من منظر وفؤادي |
أو كالليالي اللواتي |
|
رميننا بالبعاد |
أكرم به من سواد |
|
مبيض للوداد |
أنشدنا التنوخي قال : أنشدني أبو الحسن ناجية بن محمّد الكاتب لنفسه :
ولما رأيت الصبح قد سل سيفه |
|
وولى انهزاما ليله وكواكبه |
ولاح احمرار قلت قد ذبح الدجى |
|
وهذا دم قد ضمخ الأفق ساكبه |
قال لي التنوخي : مات ناجية بن محمّد في يوم الجمعة ثالث المحرم من سنة تسعين وثلاثمائة.
* * *
ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب
رأى أبا امامة سهل بن حنيف ، وسمع محمّد بن كعب القرظي ، ونافعا مولى ابن عمر ، وسعيدا المقبري ومحمّد بن المنكدر ، وهشام بن عروة. روى عنه ابنه محمّد ، ويزيد بن هارون ، ومحمّد بن عمر الواقديّ ، وإسحاق بن عيسى بن الطباع ، ومحمّد ابن بكّار بن الريان وغيرهم. وكان المهديّ قد أقدمه من مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بغداد فلم يزل بها حتى مات ، وكان من أعلم الناس بالمغازي.
__________________
(١) ٧٣٠٣ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٦٥. وصحيح البخاري ١ / ١٠ ، ١٤ ، ٨ / ٦٥. وفتح الباري ١ / ٥٥ ، ١١ / ٢١.
٧٣٠٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٣٨٦ (٢٩ / ٣٢٢ ـ ٣٣١). وطبقات ابن سعد ٥ / ٤١٨ و ٢٦٦ ، ٩ / الورقة ١٥٤. وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٨٢٩. وتاريخ الدوري ٢ / ٦٠٣. وابن طهمان ، ـ