فداك لم أعلمه ، فسلم عليه فقال له أبو الحسن غلامك فلان تبيعه؟ قال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك ، قال : أما الضيعة فلا أحب أن أسلبكها وقد حدثني أبي عن جدي أن بائع الضيعة ممحوق ، ومشتريها مرزوق. قال : فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها ، فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار وأعتق العبد ووهب له الضيعة.
قال إدريس بن أبي رافع : فهو ذا ولده في الصرافين بمكة. حدثني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا عون بن محمّد قال : سمعت إسحاق الموصليّ ـ غير مرة ـ يقول : حدثني الفضل بن الرّبيع عن أبيه أنه لما حبس المهديّ موسى بن جعفر رأى المهديّ في النوم علي بن أبي طالب وهو يقول يا محمّد : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) [محمد ٢٢] قال الرّبيع : فأرسل إلىّ ليلا فراعني ذلك ، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية ـ وكان أحسن الناس صوتا ـ وقال علي بموسى بن جعفر. فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه ، وقال : يا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ على كذا ، فتؤمنني أن تخرج عليّ أو على أحد من ولدي؟ فقال : آلله لا فعلت ذاك. ولا هو من شأني. قال : صدقت ، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة. قال الرّبيع فأحكمت أمره ليلا ، فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا الحسين بن القاسم ، حدثني أحمد بن وهب ، أخبرنا عبد الرّحمن بن صالح الأزديّ. قال : حج هارون الرّشيد ، فأتى قبر النبي صلىاللهعليهوسلم زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ، ومعه موسى بن جعفر فلما انتهى إلى القبر قال : السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عمي ، افتخارا على من حوله ، فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا أبة. فتغير وجه هارون وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقّا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد العلوي ، حدثني جدي ، حدثني عمار بن أبّان قال : حبس أبو الحسن موسى بن جعفر عند السندي بن شاهك (٩) ، فسألته أخته أن تتولى حبسه ـ وكانت تتدين ـ ففعل ، فكانت تلي خدمته ،
__________________
(٩) «بن شاهك» سقطت من الأصل والمطبوعة